الرباعيات بين عمر الخيام وأحمد رامي في ثقافي أبو رمانة

الثورة – دمشق – رفاه الدروبي:

أبحر الباحث غسان شاهين في رحلته متغلغلاً في فكر عمر الخيام عبر رباعياته المترجمة من الشاعر أحمد رامي، إذ عكست فلسفته وآراءه في الحياة والعيش والروح والخلود والزمن الغابر والحاضر والقادم في محاضرة نظَّمتها جمعية أصدقاء دمشق.
وأشار أمين سر جمعية أصدقاء دمشق الباحث شاهين أثناء حديثه في ثقافي أبي رمانة إلى أنَّها دعوة منذ ما يزيد عن ألف عام، وبإمكان أيِّ شخص أن يعيد النظر بمعرفته بالكون والحياة والله، وأن يراه بعين خبير تذوَّق حلاوة العيش ومرَّ الحياة فعرف من معارفه أجمل العبر، وخلَّدها في رباعيات أتت منسجمة مع الروح المتمرِّدة الثائرة؛ لكن المحبة الذوَّاقة والتوَّاقة إلى المعرفة لا مانع أن تعيد النظر بكلِّ ما تراه إلى حدِّ القناعة والإيمان والإقرار بالحقيقة.
وبيَّن أنَّ الكثير من الرباعيات ضاع لعدم تشجيع النسخ لآرائه الجريئة ففقدت أغلب المخطوطات في نيسابور بعد أن تعرَّضت للغزو والحرق على أيدي المغول والتتر، ودخلها التحوير والتبديل وعندما تناقلتها الألسن وتعاقبت عليها النسخ تمَّ تغيير الكثير من معالمها، مُنوِّهاً بأنَّ أقدم مخطوط كتبه أحد سكان شيراز يعود لعام ٨٥٦ هجرية أي بعد وفاة الخيام بمدة ٣٥٠ عاماً، بينما عدد الرباعيات ٨٠٠ رباعية، وأقدم المخطوطات موجودة في جامعة إكسفورد لا تحتوي إلا على ١٥٨ رباعية فقط، ووقعت بيد الشاعر أحمد رامي فترجم ١٦٨ رباعيَّة شدَّت كوكب الشرق أم كلثوم فغنَّت ١٥ رباعية منها.
ثم قسَّم الباحث محاضرته إلى ثماني نوافذ “شبابيك” أطلَّ في الأولى منها على حياته وفكره، وأخرى على أحمد رامي، بينما سلَّط الضوء في الثالثة على عصر صاحب الرباعيات حيث عاش في مدينة نيسابور عندما كان طالباً حيث درس العلوم الإلهية والفلسفة والمنطق والطبيعة وحتى الطب وكان ماهراً فيه، كما درس الرياضيات وخصَّها بالجبر، متناولاً خلال المحاضرة مجونه وسرَّ الحياة لديه المتمثِّل بالموت وما بعده، وعلاقته بالباري- عزَّ وجلَّ- ليفتح نافذته الأخيرة المطلَّة على حكمته ونضجه، وكانت كلمات الأغنية مقاطع من رباعياته الملحَّنة من قبل رياض السنباطي وغناء كوكب الشرق أم كلثوم:
سمــعت صـوتاً هاتــفاً في السحر
نادى من الغـيب غفاة البشر
هبوا املؤوا كــأس المـنى
قبلَ أنْ تملأ كأس العـــمر كف القدر

لا تشـــغل الـبال بماضي الزمان
ولا بـــــآت العيش قبلَ الأوان
واغنمْ من الحــاضـرِ لـذاته
فلـــيسَ في طبعِ الليالي الأمان
غدٌ بظـــهر الغـــيب واليوم لــي
وكم يخيب الظـنُ في المقــــبل
ولســت بالغافـل حــتى أرى
جمال دنياي ولا أجتـلي
خاتماً حديثه بأنَّ الخيام عاش بظهور ملامح الزهد عليه والتخلُّص من متاع الحياة الزائل، إذ شغلت الحياة فكره بينما ذهبت الروح إلى التأمُّل والتفكُّر، وظلَّ في أوقات نشوته يرسل رباعيات يبثُّها أفكاره.
رافق المحاضرة المطرب جورج خوري على آلة العود، حيث أنشد بصوته الساحر عدداً من أغاني السيدة أم كلثوم فأطرب الحضور وأمتعهم.

آخر الأخبار
كورنيش الإذاعة بحلب.. "كافيتيريات" تحتلّ الأرصفة وتبيع أملاك الدولة للمواطنين مازال هشّاً.. تراجع تدريجي في معدلات التضخم ومقترحات إنقاذية "الزراعة" تنظم موسم قطاف الزيتون على إيقاع المناخ دور شبكات الربط الكهربائي العربي في تعافي الطاقة الكهربائية وزير التعليم العالي: البيانات طاقة وطنية تبني مستقبل سوريا اجتماع تشاوري في طرطوس يناقش إعادة تفعيل المديرية العامة للموانئ دور تصحيح الرواتب والأجور في حساب تحسين الظروف المعيشية جمود عقاري في طرطوس.. واتجاه نحو الاستثمار في الذهب كملاذ آمن محافظ دمشق: العدالة أساس الدولة الجديدة والمرسوم 66 قيد المراجعة التشريعية اللجنة العليا للانتخابات تحدّد موعد الاقتراع في تل أبيض ورأس العين "التعليم العالي" تعلن متابعتها مطالب طلاب كلية الحقوق في جامعة دمشق البكور: السويداء تتلقى القوافل دون انقطاع وصرف الرواتب مستمر باراك: سوريا ولبنان القطعتان التاليتان في مسار السلام بالشرق الأوسط استعادة الثقة من خلال مصالحة ضريبية ومنظومة إلكترونية للجباية "فتح سجل الفروغ" انفراجة تُنهي سنوات من النزاع انتخابات اتحاد كرة القدم مهددة بالتزكية ! هل يأتي الأفضل أم يستمر العبث ؟ نقطة تحول لبناء جسور التعاون الاقتصادي السوري - الأميركي "الجوال".. أدة ذكية أم سجن رقمي كيف نحقق التوازن؟ افتتاح مراكز جديدة لتعزيز الخدمات الطبية في ريف إدلب كيف نحسن فهم عواطفنا في عالم مليء بالاضطراب؟