الثورة – لميس عودة:
معاناة الفلسطينيين في غزة لا تتوقف جراء العدوان الإسرائيلي الوحشي المتواصل منذ ثلاثة أشهر، حيث لم يعد هناك أي مكان آمن في قطاع غزة المنكوب، إذ يستهدف الاحتلال البشر والشجر والحجر، وقد دمر معظم البنى التحتية في القطاع، وهدم آلاف المنازل فوق رؤوس ساكنيها، لتتفاقم بذلك المعاناة الإنسانية التي يواجهها الفلسطينيون النازحون والمهجرون قسرا نتيجة العدوان.
وتقدّر وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” بأن مدينة رفح وحدها يتواجد فيها في الوقت الحالي أكثر من مليون وأربعمائة ألف نازح لجؤوا إلى المدينة من مناطق وسط وشمال القطاع ومن مدينة خان يونس المجاورة التي تشهد قصفا متواصلا من طيران ومدفعية الاحتلال الإسرائيلي.
ورصدت الأمم المتحدة مشاهد الازدحام الذي تشهده مدينة رفح وانتشار الخيام على جانبي الطرق في ظروف معيشية صعبة.
ونقلت وكالة وفا عن عدنان أبو حسنة المتحدث باسم “الأونروا” في القطاع قوله لموقع “الأمم المتحدة” إن هناك مليونا وتسعمائة ألف نازح في مختلف مناطق قطاع غزة منهم حوالي مليون وأربعمائة ألف يتواجدون في 155 مدرسة ومركز إيواء تابعين للأونروا، مشيرا إلى أن هناك خمسمائة ألف نازح آخرين مسجلين لدى الأونروا تستطيع الوكالة الوصول إليهم لتقديم المساعدات.
وقال أبو حسنة: “يتم الآن دفع معظم سكان قطاع غزة إلى مدينة رفح بالقرب من الحدود المصرية الفلسطينية، ووصل عدد سكان مدينة رفح الآن مليون وأربعمائة ألف فلسطيني نازح وهو رقم مرشح للارتفاع خلال الساعات القادمة إلى مليون ونصف المليون فلسطيني، وليس لدى الأونروا القدرة لمواجهة الانهيار الحاصل”.
وتابع أبو حسنة قائلاً: “غزة هي المكان الأسوأ على الأرض ويتم تحويل القطاع لمكان غير صالح للعيش”. موضحا أنه “يتم الدفع بالنازحين إلى هذه المنطقة التي تصل إلى حافة الانفجار، خاصة أن الأوضاع بائسة على كافة المستويات الحياتية والاجتماعية والاقتصادية وأيضا على مستوى تقديم المساعدات”.
وقال أبو حسنة إن الأونروا تعتبر الجسم الأكبر في تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة ورغم ذلك ما تقدمه الوكالة يعتبر بسيطا بالنسبة لحجم المساعدات التي من المفترض أن تصل، مؤكدا على وجود صعوبات كبيرة في إيصال المساعدات لمناطق وسط القطاع وشمال قطاع غزة بسبب استمرار” العدوان الإسرائيلي.
وطالب المتحدث باسم الأونروا بوقف إطلاق نار شامل في قطاع غزة والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية وفتح ممرات إنسانية وإدخال مزيد من الوقود وفتح الخط التجاري للأسواق في قطاع غزة.