رئيس تحرير صحيفة الشروق التونسية لـ” الثورة “: محاكمة “إسرائيل” أمام العدل الدولية خطوة شجاعة لمحاسبتها على مجازرها
الثورة – خاص – فؤاد الوادي:
أكد رئيس تحرير صحيفة الشروق التونسية عبد الحميد الرياحي أن محاكمة “إسرائيل” لأول مرة منذ نشأتها المشؤومة أمام محكمة العدل الدولية، هزيمة كبيرة لها، وخطوة شجاعة على طريق محاسبتها على مجازرها وجرائمها بحق الشعب الفلسطيني منذ نحو ثمانية عقود.
وقال الرياحي خلال لقاء مع ” الثورة ” عبر التلغرام: إن الكيان الصهيوني الذي لطالما ظن أنه فوق المساءلة وفوق المحاسبة وفوق الشرعية الدولية، والذي لطالما تعود على ازدراء القوانين والمواثيق الدولية نتيجة الدعم الأمريكي والغربي، هاهو اليوم يحاكم أمام محكمة العدل الدولية ويتلقى هزيمة كبيرة، لأنه بات يدرك تماماً أن جرائمه لن تبقى بلا محاسبة وبلا عقاب.
وأضاف رئيس تحرير الشروق التونسية أن ما قامت به جمهوية جنوب إفريقيا يعد خطوة جريئة على طريق مساءلة ” إسرائيل” عن جرائمها المستمرة منذ 75 عاما وحتى اليوم، معتبراً أن هذه الخطوة سوف تشكل صفعة وصدمة لها ولداعميها، خصوصاً الولايات المتحدة ودول الغرب الاستعماري الشريكة لها في جرائمها ضد الشعب الفلسطيني.
وأردف الرياحي قائلاً: إن مجرد مثول الكيان الصهيوني أمام محكمة العدل الدولية سوف يكون له نتائج وتداعيات وخيمه عليه، أبرزها أنه سوف يميط اللثام أمام العالم عن الكثير من جرائمه، وكذلك سيزيد تشويها لصورته المشوهة أصلاً جراء غطرسته وعربدته وإرهابه الذي تجاوز كل الحدود الإنسانية والأخلاقية، مؤكداً أن صورة هذا الكيان المجرم وحتى صورة داعميه لن تبقى يقينا كما كانت قبل خطوة المحاكمة أمام محكمة العدل الدولية.
وحول الأهداف التي حققتها “إسرائيل” من حربها على قطاع غزة بعد مرور نحو مئة يوم عليها، قال الصحفي التونسي: إنه بالرغم من هذا العدوان الهمجي الذي راح ضحيته آلاف الأطفال والنساء والأبرياء والذي دمر كل البنى التحتية وكل مظاهر الحياة في القطاع المحاصر، وإنه بالرغم من الدعم الأمريكي المفتوح عسكرياً ومادياً وسياسياً، إلا أن هذه الحرب الهمجية والوحشية قد منيت بفشل ذريع في تحقيق أهدافها، لاسيما تدمير وتفكيك المقاومة الفلسطينية، ودفع سكان القطاع إلى الهجرة في تغريبة جديدة بعد النكبة الأولى في اتجاه صحراء سيناء المصرية أو في اتجاه دول أخرى تقبل باستقبال أعداد منهم.
وتابع الصحفي التونسي: لقد بات واضحا وجليا أن صمود المقاومة الأسطوري وإلحاقها خسائر فادحة بجيش الاحتلال الإسرائيلي، وإصرار أهالي غزة على التمسك بأرضهم رغم الإبادة الجماعية ورغم الدمار الهائل، قد أسقطا كل حسابات الكيان الصهيوني وحليفه الأمريكي.
وكشف رئيس تحرير الشروق التونسية عن الأهداف الحقيقية من وراء الحرب على غزة والمتمثلة بتهجير الشعب الفلسطيني وإخلاء القطاع من سكانه وادماجه ضمن المشروع الكبير لطريق “الهند-اوروبا ” الذي تخطط أمريكا من خلاله لإجهاض حزام وطريق الحرير الصيني، لكن رغم الإبادة الجماعية ورغم الهجمة الوحشية ورغم هول الخسائر البشرية والمادية، فقد تمسك سكان القطاع بأرضهم، قاطعين بذلك الطريق على نكبة ثانية…نكبة يخطط الصهاينة بعدها لاستنساخ سيناريو التهجير في الضفة الغربية المحتلة وتمهيد الطريق لقيام ما يسمى” إسرائيل الكبرى”.
وختم الرياحي حديثه بالقول: ” كل هذه المعطيات التي عرت عجز الكيان عن تحقيق أهدافه المعلنة والخفية ألقت بظلالها على مآلات الحرب، حيث بدأت الإدارة الأمريكية تتململ وتبحث عن حلول تحت ضغط الرأي العام الأمريكي والعالمي من جهة، وتحت ضغط الاستحقاق الانتخابي من جهة أخرى، وهو ما أجبرها على ضرورة البحث عن سبل لإنزال الاحتلال الإسرائيلي من الشجرة التي صعدها بغروره وغطرسته منذ البداية حين أعلن أهداف حملته العسكرية، وهي الأهداف التي أقرت إدارة بايدن بعدم واقعيتها ونصحته بعدم الاندفاع إلى حرب برية حتى لا يكرر أخطاءها في أفغانستان والعراق.