سجل الصحفيون الفلسطينيون أروع الأمثلة في المواجهة القوية والثابتة خلال الحرب العدوانية الصهيونية على غزة انتقاماً من المقاومين الفلسطينيين الأبطال الذين حققوا انتصاراً حاسماً وضع الكيان الصهيونى في مواجهة مع وجوده أساساً، فكان الانتقام منصباً على المدنيين والصحفيين بخاصة بغية منعهم من تقديم الحقيقة للعالم، ودحض الرواية الغربية وتفنيد الأكاذيب الصهيونية في ظل مواجهة غير عادلة على المستويات كافة.
وعلى مدى أكثر من مئة يوم من العدوان استطاع الإعلام الفلسطيني إحداث اختراق في الساحة العالمية في الوقت الذي يستمر فيه استهداف الصحفيين مادام هنالك احتلال ومقاومة، وهو استهداف ممنهج وموصوف وموثق، ستقف فيه “إسرائيل” أمام المحاكم الدولية كمجرم حرب يرتكب مجازر إبادة جماعية.
وصحفيو فلسطين لم يتمكنوا من بناء رأي عالمي مناهض لإسرائيل فقط ومناصر لحق الفلسطينيين بمقاومة وطنية محقة، بل استطاعوا شق الجبهة الداخلية لكيان العدوان، الأمر الذي تسبب باستهداف الصحفيين بالاسم والزمان والمكان وملاحقتهم ما بين منازلهم وأماكن عملهم وتم استهداف المؤسسات التي يتبعون لها بعمليات انتقامية بشعة.
لتثبت تضحيات الصحفيين للعالم أن “إسرائيل” عبء على المجتمع الدولي ومتابعتهم المباشرة للأحداث أغضبت قوات الاحتلال ومنعتهم من تزوير الحقائق التي اعتادت اتباعها في كل حروبها السابقة .. وبذلك فإن الصحفيين الفلسطينيين أداروا حواراً عالمياً حول شرعية وجود إسرائيل وليس مناقشة ممارساتها، فظهرت مطالبات عالمية لأول مرة بتفكيك “إسرائيل” وإقامة دولة فلسطين من النهر للبحر.
ومع تزايد العمليات العدوانية وعدم استجابة كيان العدوان الصهيوني لطلبات الصحفيين الغربيين بزيارة غزة ومرافقة جيش الاحتلال ذاته سترتفع وتيرة العداء لذلك الكيان في ظل استمرار تدفق الأخبار والتقارير الإعلامية المختلفة من جانب الصحفيين الفلسطينيين الذين يرافقون المقاتلين المقاومين ويقدمون الشهادات الصادقة العصية على النقض، بعدها سيكون الانقلاب التدريجي الإجباري في المواقف الدولية وهو ما يحمل معه معاني الانتصار.