من جديد يتلقى الكيان الصهيوني العنصري صفعة جديدة، وهذه المرة من بلد عانى من نظام الفصل العنصري وثار ضده حتى أسقطه بالضربة القاتلة، هو جنوب إفريقيا الذي يقاضي الكيان الصهيوني في محكمة العدل الدولية.
كلنا يذكر بطولات شعب جنوب إفريقيا الصديق ومآثره الخالدة بقيادة الزعيم نيلسون مانديلا الذي قاد ثورة هذا الشعب ضد نظام بريتوريا العنصري، الذي صنعه الغرب للمحافظة على مصالحه على الطريق التجارية التي يطل عليها هذا البلد الإفريقي رأس الرجاء الصالح، إلا أنه فشل وسحق ونجحت ثورة الشعب الصديق في دحر ذلك النظام العنصري.
التشابه كبير بين الثورتين الفلسطينية والجنوب الإفريقي، والنضال المشترك في مواجهة نظام الفصل العنصري في كلا الحالتين، فالكيان الصهيوني توأم النظام العنصري السابق – بريتوريا في جنوب إفريقيا، وارتبطا معاً في الغايات والأطماع، وفي عوامل النشأة، فالكيان الصهيوني الذي صنعه الغرب أيضاً في قلب الوطن العربي في فلسطين العربية لغايات استعمارية سياسية وتجارية أيضاً.
لذلك لم يكن غريباً أن يتحرك الأصدقاء في النضال من جنوب إفريقيا بعد انتصار ثورتهم وقيام دولتهم، وهم الذين وقفوا إلى جانب القضية الفلسطينية والقضايا العربية العادلة وإلى جانب سورية في مواجهة الحرب الظالمة التي شنت ضدها.
وها هم الأصدقاء الذين خبروا النظام العنصري يقفون في محكمة العدل الدولية ذات القرارات الملزمة في فضح العنصرية والفاشية الصهيونية بحق أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وعموم فلسطين ويقدمون الدلائل والحقائق الثابتة للعدوان الصهيوني وممارسات الاحتلال الإسرائيلي مستغلاً الدعم الأميركي والغربي المادي والمالي والتغطية السياسية في مجلس الأمن الدولي لمنع أي قرار يدين تلك الممارسات والاعتداءات التي تعد جرائم حرب لابد من محاكمة الكيان عليها.
إنها فرصة ثمينة أمام العرب وأمام القضية الفلسطينية والقضايا العربية العادلة تحتاج إلى استثمارها في التعاطي الدولي مع قضايانا العادلة، وتتطلب من العرب توظيفها في خدمة الدفاع عن حقوقنا الشرعية واستمرار محاكمة كيان العدو الغاصب من احتلال وجرائم ومجازر، ارتكبها بحق أبناء الشعب العربي في فلسطين والدول العربية وكذلك ملاحقة مشغليه من الأنظمة الغربية ولاسيما الولايات المتحدة الأميركية.
وأن يستثمر العرب هذه الفرصة الثمينة التي تدلل على التحول الانعطافي للنظام العالمي الجديد، للدخول إلى مرحلة التعددية وانتهاء مرحلة القطبية الأحادية التي عانى منها العالم الكثير من الكوارث والحروب.