محكومون بالقيم

تتجه الكثير من الأعمال الفنية والأدبية اليوم إلى تسليط الضوء والتأكيد على التمسك بالقيم والشعور بالمسؤولية تجاه المجتمع الذي بدأت ملامح النأي بالنفس تظهر فيه من خلال العلاقات الإنسانية المتفككة والابتعاد عن مشاركة الآخرين آلامهم وآمالهم، وقد ذهب كل إلى شأنه تأخذه تحديات الحياة إلى عوالم قاسية تغيب عنها معاني الرضى وهدوء النفس.
ربما كانت للظروف الاجتماعية القاسية دورها فيما وصلت إليه حال الناس، كما ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي والعالم الافتراضي في خلق تلك المسافات بينهم، فقد تحول عالمنا الحقيقي إلى رسائل صوتية وإشارات إعجاب أو صورة تتولى مهمة التواصل في زمن تعطلت فيه لغة الكلام.
وعندما تجود لغتنا في التعبير، فلا تجد سوى عبارات الشكوى والضجر والوقوف على أطلال زمن مضى، فهل حقاً هذا ملاذنا للخروج من أزماتنا؟.
لاشك ندرك جميعنا أننا لسنا في الزمن المثالي لمجتمعاتنا، ولكن ماهكذا تورد الإبل، فنحن اليوم أحوج مانكون وأكثر من أي وقت مضى لتكاتف الجهود للخروج من عنق الزجاجة والوقوف إلى جانب الوطن في أزماته، وإيجاد الحلول، وهنا يأتي دور المثقف في بث الوعي والتمسك بالقيم والمبادئ التي تشكل الملاذ الأكثر واقعية للنهوض بالوطن والخروج به إلى بر الأمان.
وهذا ماأكد عليه المخرج زيناتي قدسية في مسرحيته الأخيرة” إخوة الجنون” ليقول مقولته” أنه عندما يكون مجتمع الشخص وعائلته ووطنه مهدداً بكرامته وقيمه وأخلاقه، لايجوز أن ينأى بنفسه ويترك بلده متعباً ومريضاً، لأن ذلك يشكل منتهى الجنون”
ولايمكن إلا أن نثمن جهود كل من يضع لبنة جديدة من أجل تحصين الوطن في قيمه ومبادئه وتراثه وعلاقاته الإنسانية والاجتماعية ولنا في أجدادنا أسوة حسنة.
فلطالما كنا ولانزال” محكومون بالأمل”، وما يحدث اليوم لايمكن أن يكون نهاية التاريخ.

آخر الأخبار
بانة العابد تفوز بجائزة السلام الدولية للأطفال 2025   لبنانيون يشاركون في حملة " فجر القصير"  بحمص  ابتكارات طلابية تحاكي سوق العمل في معرض تقاني دمشق  الخارجية تدين زيارة نتنياهو للجنوب السوري وتعتبرها انتهاكاً للسيادة  مندوب سوريا من مجلس الأمن: إسرائيل تؤجج الأوضاع وتضرب السلم الأهلي  الرئيس الشرع يضع تحديات القطاع المصرفي على الطاولة نوح يلماز يتولى منصب سفير تركيا في دمشق لأول مرة منذ 13 عاماً  الجيش السوري.. تحديات التأسيس ومآلات الاندماج في المشهد العسكري بين الاستثمار والجيوبوليتيك: مستقبل سوريا بعد رفع العقوبات الأميركية الأولمبي بعد معسكر الأردن يتطلع لآسيا بثقة جنوب سوريا.. هل تتحول الدوريات الروسية إلى ضمانة أمنية؟ "ميتا" ساحة معركة رقمية استغلها "داعش" في حملة ممنهجة ضد سوريا 600 رأس غنم لدعم مربي الماشية في عندان وحيان بريف حلب من الرياض إلى واشنطن تحول دراماتيكي: كيف غيرت السعودية الموقف الأميركي من سوريا؟ مصفاة حمص إلى الفرقلس خلال 3 سنوات... مشروع بطاقة 150 ألف برميل يومياً غياب الخدمات والدعم يواجهان العائدين إلى القصير في حمص تأهيل شامل يعيد الحياة لسوق السمك في اللاذقية دمشق.. تحت ضوء الإشارة البانورامية الجديدة منحة النفط السعودية تشغل مصفاة بانياس لأكثر من شهر مذكرة تفاهم مع شركتين أميركيتين.. ملامح تحول في إنتاج الغاز