الثورة – منهل إبراهيم:
عاد التوتر القائم بين الصين والولايات المتحدة ليتصدر الأجواء بعدما خرج بيان صادر عن الخارجية الأمريكية يدعم انفصال تايوان عن الصين ليشكل كرة نار جديدة تشعل فتيل الأزمة مجدداً في سلوك استفزازي رغم تحذيرات بكين.
تدخل الولايات المتحدة على خط الأزمة بين الصين وتايوان مجدداً يبرز أهمية تايوان في حسابات واشنطن، ويؤكد مساعيها في دعم انفصالها بشكل نهائي عن الصين الأم.
وتعتبر جمهورية الصين الشعبية تايوان جزءاً من أراضيها وتسعى لاستعادة السيادة الاقتصادية والسياسية والعسكرية عليها، إذ تعهدت باستعادتها بالقوة حال لزم الأمر، وذلك رغم تعنت تايوان وسلوكها الانفصالي المدعوم أمريكياً.
ووسط أجواء ملبدة باحتمالات اندلاع عواصف سياسية تثقل كاهل الوضع العالمي المأزوم بطبيعته، انتقدت الصين البيان الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية بشأن الانتخابات التي أجريت في منطقة تايوان الصينية بشدة، واعتبرته ينتهك مبدأ صين واحدة والبيانات الثلاثة المشتركة بين الصين والولايات المتحدة.
الخارجية الصينية اعتبرت أن البيان يتعارض مع التزام الولايات المتحدة السياسي بالحفاظ فقط على العلاقات الثقافية والتجارية وغيرها من العلاقات غير الرسمية مع منطقة تايوان، ويرسل إشارة خاطئة للغاية للقوى الانفصالية الساعية لما يسمى “استقلال تايوان”.
وما يؤجج توتر العلاقات بين واشنطن وبكين، على خلفية الدعم الأمريكي للانفصاليين هو إصرار واشنطن على المضي في هذه اللعبة الخطيرة وعدم التوقف عن النفخ في الجمر لإشعال النار، عبر البيان الأخير الذي استنكرته وعارضه الصين واحتجت عليه للجانب الأمريكي”.
مسألة تايوان في صميم المصالح الأساسية للصين، وهي الخط الأحمر الأول الذي لا ينبغي تجاوزه في العلاقات الصينية-الأمريكية، ومبدأ صين واحدة هو عرف أساسي في العلاقات الدولية وتوافق سائد بين المجتمع الدولي والأساس السياسي للعلاقات الصينية-الأمريكية، وهذه أسس تؤكد عليها الصين باستمرار.
الصين تعارض بشكل حازم قيام الولايات المتحدة بأي شكل من أشكال التفاعلات الرسمية مع تايوان أو التدخل في شؤون تايوان بأي شكل أو تحت أي ذريعة، وتحثها على الالتزام بجدية بمبدأ صين واحدة والبيانات الثلاثة المشتركة بين الصين والولايات المتحدة، والتصرف بجدية وفقاً للالتزامات التي أكد عليها قادة الولايات المتحدة مراراً بشأن عدم دعم ما يسمى “استقلال تايوان” أو وجود “صينين” أو “صين واحدة وتايوان واحدة”، وعدم السعي لاستخدام مسألة تايوان كأداة لاحتواء الصين.
وتعير الولايات المتحدة أهمية كبيرة لجزيرة “تايوان” الصينية في سياق سعيها لتقويض نفوذ الصين التي تعتبرها منافساً لها على النفوذ العالمي.