ثورة أون لاين- بقلم رئيس التحرير عـــلي قــاســـــــم: تتزاحم الأولويات على جدول أعمال مجلس الشعب في دوره التشريعي الأول..مثلما تتزاحم التطلعات التي ينتظرها السوريون مع بدء مرحلة نوعية تراكمت فيها الخطوات التي تحاكي في أغلبها المشهد الجديد للحياة السياسية السورية بتعدديتها تحت قبة البرلمان في ظل الدستور الجديد.
وفيما تبدو هذه الأولويات عنصراً ملحاً في سياق إنجاز ما هو مطلوب، فإن الأداء المنتظر هو الآخر يبدو أمام اختبار الإرادات للمؤسسة البرلمانية التي تشهد زخماً واضحاً في مقارباتها الموضوعية بطبيعة المرحلة واستثنائية الظرف القائم بكل التموضعات الناتجة عنه.
ولا يخفى على أحد أن الارتباطات المتشعبة الناتجة عن تلك الظروف وآليات العمل وتراكماتها المختلفة تضفي أبعاداً استثنائية هي الأخرى تبدو ضاغطة في أكثر من اتجاه.
في الحصيلة العامة أن المرحلة النوعية والظرف الاستثنائي يمليان أداءً استثنائياً، ويطرحان في الوقت ذاته تحديات استثنائية لا تخفي ذاتها وليست بعيدة عن إدراك الجميع ، مما يدفع إلى السطح مباشرة جملة من القضايا الملحة التي تستدعي مقاربة جديدة بحكم ما أملته الظروف وما تقتضيه الضرورة.
على هذه القاعدة كان الانتظار، على هذه القاعدة يبني السوريون تطلعاتهم إلى المؤسسة البرلمانية ودورها وأدائها، وهي ليست تحت المتابعة والضوء فحسب، بل موضع رهان، لا بدائل فيه وليس أمامها إلا أن تكون على مستوى التحدي بكل أبعاده.
فالسوريون الذين كسبوا التحدي في محطات استحقاقهم الوطني، وأنجزوا خطوات التحديث والتطوير في مشروعهم الإصلاحي من الناحية التشريعية، تتجاوز تطلعاتهم الأداء التقليدي، وهم لا يقبلون إلا بأداء يوازي في نوعيته مستوى الفعل الذي حققوه على مستويات العمل المختلفة.
وهذا ليس شعاراً، ولا هو فقط رؤية تجمع خلفها الطيف الأوسع من السوريين، إنما هي حقيقة تفرض حضورها على الأرض، وكانت متابعة افتتاح الجلسة الأولى واهتمام السوريين بأدق التفاصيل والتدقيق في كل جزئية حصلت داخل قبة البرلمان دليلاً واضحاً على أن هذه المتابعة ستتواصل، بل مؤهلة للتصاعد مع تصاعد سخونة القضايا المطروحة، ولن تخفت بحكم تقادم الزمن، بل سيبقى الأداء البرلماني تحت الأنظار، ومحط تساؤل جميع السوريين.
هذه المسؤولية يعرفها أعضاء البرلمان الجديد وقد أدّوا القسم بالأمس وانتخبوا رئيساً لهم وأعضاء مكتب المجلس، ولحظة الاستحقاق الفعلي قد بدأت، وتلك المسؤولية متعددة المستويات والأوجه وبأبعاد واضحة.
وبالتالي فإن المنتظر ليس عادياً ولا تقليدياً وهي حقيقة يدركها الجميع ويعرفها الجميع، بل يؤمن بها الجميع، وهي تشكل تحولاً نوعياً في ظل مناخ سياسي متنوع وتتيح فرصة حقيقية لممارسة سياسية وبرلمانية ترتقي إلى مستوى التحديات كما تحاكي تطلعات السوريين.
a-k-67@maktoob.com