الثورة – منهل إبراهيم:
الصين الواحدة مصطلح يعكس الموقف الرسمي لجمهورية الصين الشعبية من قضية تايوان، وهو الموقف الذي تراه بكين “غير قابل للتفاوض”، وتؤكده كحجر زاوية للدبلوماسية الصينية في علاقاتها الخارجية.
وترى بكين أنه ليست هناك في العالم سوى صين واحدة، وتايوان جزء لا يتجزأ من الأراضي الصينية، وحكومة جمهورية الصين الشعبية هي الحكومة الشرعية الوحيدة التي تمثل الصين”.
وعاد الحديث عن سياسة الصين الواحدة للبروز إعلامياً عقب تلميح الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بإمكانية إعادة النظر في السياسة الأمريكية التي عزلت تايوان لعقود مراعاة لمصالحها الاقتصادية والدبلوماسية مع الصين.
وجاء تلميح ترامب بعد نحو أربعة عقود من قبول واشنطن سياسية الصين الواحدة، لأن بكين من أكبر دائنيها وشركائها التجاريين، ونهج سياسة “متوازنة” في التعامل مع الصين رسمياً كدولة واحدة دون التفريط في بقاء حبل الود متصلاً بتايوان.
وجاء تلميح ترامب في مقابلة أجرتها معه قناة “فوكس نيوز” الأميركية في 11 كانون الأول 2016 هدد فيها بعدم الاعتراف بسياسة “الصين الواحدة” في حال عدم تقديم بكين تنازلات في قطاع التجارة، وقال “أتفهم تماماً سياسة صين واحدة، لكن لا أعرف لماذا علينا الالتزام بسياسة صين واحدة، إذا لم نبرم اتفاقاُ مع الصين يتعلق بأشياء أخرى بما في ذلك التجارة”.
لكن رد الحكومة الصينية وقتها كان سريعاً بقولها إنها “قلقة للغاية” من تصريحات ترامب، وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية كينغ شوانغ حينها في مؤتمر صحفي أن سياسة “الصين الواحدة” هي أساس العلاقات بين بكين وواشنطن، وقال “نوجه دعوة للإدارة الأميركية الجديدة لفهم حساسيتنا بشأن موضوع تايوان بشكل تام”.
واليوم تتفاعل المواقف الأمريكية حيال مبدأ (الصين الواحدة) وتصعد واشنطن تجاه بكين في سلوك استفزازي يغذي نزعة الانفصال التايوانية عن الصين، مع أن أكثر من 100 دولة ومنظمة دولية أكدت علناً التزامها بمبدأ “صين واحدة” حتى الآن، وهذا أمر أحرج واشنطن للغاية.
دينيس فرانسيس، رئيس الدورة الـ 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة، كتب على شبكة “إكس”، ليؤكد من جديد أن عمل الجمعية العامة للأمم المتحدة سيلتزم بمبدأ صين واحدة مستنداً لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 2758، ورابطة دول جنوب شرق آسيا “آسيان”، وجامعة الدول العربية، والاتحاد الأفريقي، ومنظمة شانغهاي للتعاون، أكدت من جديد وبعدة طرق دعمها لمبدأ “صين واحدة” في الأيام القليلة الماضية.
الصين تؤكد في كل المناسبات أن مبدأ “صين واحدة” هو إجماع دولي سائد وعرف أساسي حاكم للعلاقات الدولية، وتشيد بموقف الدول والمنظمات الداعمة للمبدأ وحتى الآن، أكدت أكثر من 100 دولة ومنظمة دولية علناً التزامها بمبدأ صين واحدة”.
بالإضافة إلى ما سبق من دول ومنظمات، يوجد الكثير من الجهات الرسمية التي أكدت الموقف نفسه بطرق أخرى، مثل ماليزيا واليمن والجزائر والسودان وجنوب السودان ونيجيريا وكوت ديفوار وغينيا بيساو وأنغولا وزامبيا وغانا وبنين وموريتانيا وتوغو وسيشيل والغابون وملاوي والرأس الأخضر وجورجيا وكرواتيا وقبرص والبوسنة والهرسك ومقدونيا الشمالية وساموا وناورو والمكسيك والإكوادور وأوروغواي وبنما وجمهورية الدومينيكان وكوستاريكا وغرينادا ورابطة دول جنوب شرق آسيا “آسيان”.
وانتقدت الصين، في وقت سابق، تعليق وزارة الخارجية الأمريكية، بشأن نتائج الانتخابات في منطقة تايوان، وأكدت أن بيان نظيرتها الأمريكية ينتهك بشكل خطير مبدأ “الصين الواحدة” والبيانات الصينية – الأمريكية المشتركة الثلاثة، كما أنه يتعارض مع التزام أمريكا السياسي بالحفاظ فقط على العلاقات الثقافية والتجارية وغيرها من العلاقات غير الرسمية مع منطقة تايوان”.
واعتبرت “الخارجية الصينية” أن البيان الأمريكي “يرسل إشارة خاطئة للغاية إلى القوى الانفصالية المطالبة باستقلال تايوان، وبكين تستنكر ذلك بشدة وتعارضه بقوة، وقد قدمت احتجاجات جادة إلى الجانب الأمريكي”.
السابق