عكست حالة الفرحة والتفاؤل التي أشاعها فوز منتخبنا الوطني الأول على نظيره الهندي في نهائيات كأس أسيا في الشارع السوري مدى حاجتنا وتعطشنا لأي مساحة أمل وفرح تخرجنا ولو أنياً من همّ الوضع الاقتصادي والمعيشي المزري الذي نمرّ به
فرحة الفوز ورؤية حجم الدعم الجماهيري لمنتخبنا خاصة الجالية السورية في الخارج وسماع ترديد اسم سورية ورفع علمها وعزف نشيدها يؤكد على ضرورة العمل على دعم الرياضة والحرص على التواجد في البطولات العربية والدولية وأقله كما يرى البعض أن نكون متواجدين بنجاح وتميز بمجال ما في ظل التراجع وحتى الفشل الحاصل في التعاطي مع القضايا والأزمات الاقتصادية والمعيشية، ويذهب هؤلاء ربما بضيق مساحة الأمل لديهم لحد اعتبار الفوز ضربة حظ، منطلقين من أداء المنتخب غير الاحترافي والمتواضع خاصة إذا ما قورن بفرق تمتلك خطط واضحة مدعمة بتدريب عالي المستوى لأعضائها وديمومة الفوز عندها هي السائدة في حين أن الخسارة تعتبر كبوة.
بغضّ النظر عما تقدم من المؤسف فعلاً أن نصل لمرحلة نعتبر فيها أي مساحة مضيئة أو إنجاز يحقق بأي مجال شيء غير طبيعي أو لم يعد ضمن أجندة السوري، والحقيقة طبعاً أن هذا غير صحيح أبداً والأدلة كثيرة جداً وأكثر من أن نحصيها هنا عن نجاح وتميز السوري داخل سورية وخارجها وبمجالات وقطاعات عديدة.
نعم شكل الأداء المتواضع للحكومات المتعاقبة خلال السنوات السابقة في مجال العمل الاقتصادي والخدمي والمعيشي وعدم امتلاكها لرؤية واضحة ومبادرات وأفكار خارج الصندوق التقليدي الذي يصرون على العمل بأدواته وسياسته التي أثبتت عقمها وفشلها شكّل حالة غير صحية لدى الناس عنوانها الأبرز العجز والفشل مدعمين من استمرار الوقوع بنفس المشاكل والأزمات دون حلها لا بل تردي الوضع لمرحلة غير مسبوقة نتيجة هذه السياسة.
بالعودة لفرحة فوز منتخبنا نعم نستحق هذه الفرحة وأكثر ونستحق التمتع بمستوى معيشي وخدمي أفضل مما نحن فيه بكثير وهذا ليس مستحيلاً بحال ابتعاد أصحاب القرار عن التنظير والكلام غير المسؤول وليكن العمل وتحقيق النتائج على الأرض هو مفتاح عودة باب الثقة المغلق بينهم وبين الناس.
السابق
التالي