الثورة – ترجمة ختام أحمد:
كل العالم أصبح يعلم طريقة عمل السياسيين الأمريكيين الذين يحولون المعلومات المضللة الصارخة إلى وثائق رسمية كاذبة.
في الآونة الأخيرة عقدت لجنة تنفيذية تابعة للكونغرس الأمريكي جلسة استماع حول ما يسمى “العمل القسري في الصناعة والزراعة في الصين”، والهدف هو طرد المنتجات والصناعات المتعلقة بشينجيانغ من سلسلة التوريد العالمية مع تشويه صورة الصين.
لكن هذه المرة لم تلق الرواية الأمريكية الملفقة اعترافاً من المجتمع الدولي، لقد تم كشف هذه الكذبة منذ البداية من خلال الحقائق والإحصائيات التي لا تقبل الجدل، فقد وصل معدل القطف الميكانيكي للقطن في شينجيانغ إلى أكثر من 80% في عام 2019، ووصل إلى 100% في عام 2021. لذلك ليست هناك حاجة كبيرة للحصاد اليدوي، فليس هناك حاجة لإجبار شخص ما على قطف القطن.
على مدى السنوات القليلة الماضية زار العديد من الدبلوماسيين الأجانب والإعلاميين وممثلي المنظمات الدولية شينجيانغ ولم ير أي منهم أي حقيقة في ادعاء “السخرة، العمل القسري” وقد اتفقوا جميعًا على أن الأويغور والمجموعات العرقية الأخرى في شينجيانغ يعيشون حياة سعيدة، وقد أثبت ماكسيم فيفاس، الكاتب والصحفي الفرنسي الذي ألف كتاباً بعنوان Ouïghours, pour en finir avec les Fake news (الأويغور، لوضع حد للأخبار المزيفة) بناءً على زيارتين له إلى شينجيانغ، أن ما يسمى بـ ” العمل القسري” ليس سوى كذبة أمريكية، كما قالت شركة تصنيع السيارات الألمانية فولكس فاجن وشركات أجنبية أخرى إنه لم يتم العثور على أي علامة على “العمل القسري”.
نشرت شبكة سي بي إس مؤخراً مقالاً يستند إلى الزيارة الميدانية التي قام بها أحد مراسليها إلى شينجيانغ، قائلة: ” لم نر مراكز للاعتقال والسجون وبدلاً من ذلك رأينا رقصات عرقية”. وإنتاج النبيذ المحلى وقرية تم إعادة تشكيلها وتجميلها خصيصاً للسياح، ومع غض الطرف عن الحقيقة يميل بعض الساسة الأمريكيين إلى نشر الأكاذيب حول الصين.
بالنسبة للساسة الأمريكيين ما يهمهم هو جذب انتباه الجمهور واكتساب الشهرة بأي وسيلة كانت، وإذا كان تقريع الصين يمكن أن يساعدهم في اكتساب الشعبية وتحقيق أهداف سياسية فسوف يفعلون ذلك دون تردد، على الرغم من كل الحقائق التي تشير إلى عكس ذلك، فلا يهمهم صحة محتوى الخبر الذي يقدمونه، بالنسبة لهم من المقبول جداً نشر بيانات كاذبة وتضليل عامة الناس وتشويه الرأي العام، والأفضل من ذلك الحصول على بعض الرشاوى مقابل تقديم الطعام للجماعات المناهضة للصين.
لماذا أصبحت صناعة القطن في شينجيانغ هدفاً لهؤلاء السياسيين؟ قد يكون أحد الأسباب هو الخجل من المعاملة اللا إنسانية لعبيدهم، فقد شهدت كل مزرعة في جنوب الولايات المتحدة عملاً قسرياً في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، ما أدى إلى وفاة مئات الآلاف من العبيد الذين أجبروا ليس على العمل فحسب، بل أيضاً على الموت، وفي الوقت الحاضر لا تزال الولايات المتحدة هي مركز الاتجار بالبشر والعمل القسري.
وتظهر البيانات أنه يتم تهريب أكثر من 14500 شخص إلى الولايات المتحدة ويصبحون ضحايا العمل القسري كل عام، وفقاً لتقرير سابق لوزارة العدل الأمريكية. واليوم، لا يزال هناك 400 ألف أمريكي تحت العبودية وعدد كبير من الأطفال المتورطين في عمالة الأطفال غير القانونية، وما بين 240 ألف إلى 325 ألف طفل معرضين لخطر الاستغلال الجنسي.
وبالإضافة إلى ذلك، يتخذ صقور الصين في الولايات المتحدة السرد المضلل حول “العمل القسري” كوسيلة لتشويه سمعة “منافسها النظامي”، وتقويض استقرار الصين وإعاقة التنمية في الصين. إنهم يعتزمون عقد صفقة تجارية مربحة: العائد المرتفع لاحتواء الصين من خلال عملية منخفضة التكلفة من الكذب والغش.
وهذه هي نفس الخدعة الأميركية القديمة: اتخاذ حقوق الإنسان ذريعة للتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وتوسيع نفوذها وتعزيز هيمنتها، وتظهر جلسة الاستماع الأخيرة أن قصة “السخرة” قد انتقلت إلى مناطق وقطاعات أخرى في الصين، فالأكاذيب المتعمدة لا تحتاج إلى أي دليل. ولا يهم هؤلاء السياسيين الأمريكيين أبداً ما هو الوضع الحقيقي في شينجيانغ و أجزاء أخرى من الصين، ولا يهمهم معيشة الشعب الصيني، لأنهم ومن خلال عزل شينجيانغ وأجزاء أخرى من الصين عن سلاسل التوريد العالمية، سوف يحرمون الحقوق المشروعة للسكان المحليين في حياة أفضل، والأكاذيب الملفقة حول قصة “العمل القسري” هي التي تؤدي إلى “البطالة القسرية”.
إنه أمر مزعج جداً أن تسمع شخصاً ما يستمر في العزف على نفس الوتر القديم، إذا كان الساسة الأمريكيون يهتمون بمسألة “العمل القسري”، فربما ينبغي عليهم أن يلقوا نظرة جدية على تاريخهم.
المصدر – تشاينا ديلي