الثورة – ترجمة ميساء وسوف:
بدأ حلف شمال الأطلسي (الناتو) في 24 كانون الثاني الجاري، “مناورات المدافع الصامد 2024″، وهي أكبر مناورات عسكرية له منذ الحرب الباردة. ويشارك في التدريبات نحو 90 ألف جندي من أعضاء حلف شمال الأطلسي (الناتو) البالغ عددهم 31 دولة والسويد، وتستمر التدريبات حتى 31 أيار القادم.
وقالت وسائل إعلام روسية إن الناتو اعترف علناً للمرة الأولى بأن التدريبات تأتي رداً على “هجوم روسي” محتمل وتهدف إلى إيصال رسالة إلى السكان الغربيين مفادها أن “هذه الحرب حتمية”.
وتأتي هذه التدريبات في منعطفين حاسمين، فالحرب في أوكرانيا تدخل عامها الثالث، كما أن الولايات المتحدة دخلت في عام الانتخابات.
لا تظهر الحرب في أوكرانيا أي علامات على التراجع، ومع مواجهة المؤسسة العسكرية الأوكرانية باستمرار للانتكاسات في ساحة المعركة، اختار حلف شمال الأطلسي، باعتباره المحرض على هذا الصراع، ممارسة الضغوط العسكرية على روسيا.
ويعتقد الخبراء أن هدف الناتو هو مواصلة تشكيل “التهديد الروسي”، وكسب الدعم من مواطني الاتحاد الأوروبي لسياساته المناهضة لروسيا، وتبرير المزيد من الإنفاق الدفاعي والضغط الاقتصادي على روسيا.
وقال وانغ شيانغو، زميل أبحاث كبير في كلية الدراسات العالمية ودراسات المناطق بجامعة رنمين الصينية، إن مناورة الناتو هذه ستزيد من تصعيد التوترات في أوروبا.
فالصراع بين روسيا وأوكرانيا مستمر منذ ما يقرب من عامين، حيث يدعو المجتمع الدولي إلى السلام. ومع ذلك، فإن حلف شمال الأطلسي يسير ضد التيار، ويستفز روسيا ويضغط عليها من خلال مناورات عسكرية واسعة النطاق، وبالتالي خلق المواجهة في جميع أنحاء العالم.
وفي الوقت نفسه، تستهلك الانتخابات الرئاسية المقبلة اهتمام وطاقة إدارة بايدن بشكل متزايد، مما يجعلها غير قادرة على الاستمرار في تقديم الدعم اللازم للحرب في أوكرانيا.
إن المساعدات المالية والعسكرية التي يستطيع التحالف الغربي تقديمها حالياً لأوكرانيا غير كافية، ولذلك، يهدف الناتو إلى استخدام تدريبات عسكرية واسعة النطاق لردع روسيا.
وإضافة إلى إدامة الحرب في أوكرانيا، هناك اتجاه آخر مثير للقلق لحلف شمال الأطلسي وهو محاولته التوسع في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
إن منظمة حلف شمال الأطلسي غير راضية عن وجودها في أوروبا وأمريكا الشمالية، وبالتالي فهي تسعى باستمرار إلى التوسع من خلال إغراء دول آسيا والمحيط الهادئ مثل اليابان وكوريا الجنوبية للانضمام إليها.
بل إنها تتبع السيناريو الأمريكي، فتبالغ في تضخيم “التهديد الصيني” والتدخل في الشؤون الآسيوية. وفي الأسبوع الماضي، ادعى الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ أن الناتو لا يتحرك نحو آسيا، ومع ذلك فإن الصين تقترب من الناتو.
إن هذه الحجة سخيفة للغاية وتمثل إعداداً من جانب الناتو للرأي العام لمزيد من التوسع في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
وقال الخبير العسكري سونغ تشونغ بينغ لصحيفة غلوبال تايمز إن الناتو هو المتحدث الرسمي والمنفذ لمصالح الولايات المتحدة، وهو أيضاً يخضع لهيمنتها وقد انجرف في حالة من التوتر الذي حرضته الولايات المتحدة، فأصبح رمح وأداة واشنطن في العالم.
ويزعم حلف شمال الأطلسي أن سلوك الصين ينتهك “المبادئ الأساسية للناتو المتمثلة في الديمقراطية، وسيادة القانون، وحرية التعبير”، وهو ما يعكس وصف الولايات المتحدة للصين وروسيا باعتبارهما “محور الشر”.
وباعتباره نتاجاً للحرب الباردة، كان ينبغي لحلف شمال الأطلسي أن يُلقى إلى مزبلة التاريخ بعد نهاية الحرب الباردة، ومع ذلك، وتحت تأثير الولايات المتحدة، فإن الناتو لا يعمل على تفاقم الأزمة في أوروبا فحسب، بل يخطط أيضاً للتوسع في آسيا، ويتعين على الدول الآسيوية أن تظل يقظة للغاية في هذا الشأن.
المصدر – غلوبال تايمز