تسير عملية توزيع مازوت التدفئة بحمص سير السلحفاة، والدليل على ذلك أن الكثير من الأسر في المحافظة ( مدينة وريفاً) لم تحصل على حصتها منه رغم وصولنا إلى منتصف فصل الشتاء، و برودة الطقس ومعاناة الأسر ولاسيما الأسر التي لديها أطفال. والمزعج أن أكثر البدائل مكلفة وغير متوافرة أيضاً، فالتدفئة على الحطب في المدينة ذات تكلفة عالية جداً، حيث تعدى سعر الطن الواحد المليون ليرة سورية، فماذا يفعل المواطن المغلوب على أمره، صحيح أن كمية ٥٠ ليتراً من المازوت غير كافية، ولكن كما يقول المثل الشعبي المعروف:”الرمد خير من العمى”، وحتى الرمد في واقعنا وأيامنا هذه غير موجود.
والغريب في الأمر أن جميع الجهات المعنية تعرف أن المادة متوافرة في السوق السوداء، ويباع الغالون الواحد سعة ١٦ ليتراً بأكثر من ٢٥٠ ألف ليرة سورية …!! فهل بمقدور ذوي الدخل المحدود أن يشتروا حاجتهم من المازوت لاتقاء البرد الذي ينخر عظامهم ويسبب لهم الأمراض العديدة..؟
وهل فكر أحد من المسؤولين بالتناقض بين الحصة القليلة المخصصة للمواطن بحجة عدم توافر المادة وبين توافرها في السوق، وعلى الطرقات الرئيسية..؟ تناقض يفتح الباب على مصراعيه لطرح أسئلة كثيرة.
وهكذا يبقى المواطن مغلوباً على أمره، تسيطر عليه مشاعر الحيرة واليأس والاستغراب من الإهمال لأبسط حقوقه في الوقت ذاته …!!!.

السابق
التالي