الثورة _ رنا بدري سلوم:
سعادتها بلوحة ابنتها الصغيرة لا تقدّر بثمن، وخاصة بعد أن رسمت لوحة للفنان “فان كوخ”، ليا ابنة الست سنوات من الصعب أن تنجز هكذا رسمة بالريشة واللون دون رعاية واهتمام، ذهبنا معها إلى حيث تتردّد مع مجموعة من أقرانها الصغار إلى مرسم صغير دافئ بألوانه، مزيّن بمنحوتاته الفنيّة، يحتوي ألف باء الفن والحياة، هدفه تشجيع المواهب الصغيرة، وإحياء حب اللون وجذبهم إلى درب الفن البصري المؤثر في نفوس الأطفال، بإشراف رئيس قسم النحت بالمعهد التقاني للفنون التطبيقية الفنان وضّاح سلامة.
ليس من السهل أن يختار الطفل لوحة لفنان محترف لذا يعرض سلامة كما صرّح لصحيفة “الثورة”: بداية الورشة الفنية مجموعة من الأفلام الوثائقية للمدرسة الانطباعية، وحياة “فان كوخ” وطريقة رسم المدرسة الانطباعية، ثم طباعة مجموعة واسعة من لوحاته على أوراق صغيرة، وعرضها على الفنانين الصغار ليختار كل طفل لوحته التي أعجبته ثم يتم توزيع الأطفال بحسب أعمارهم إلى ثلاث فئات من عمر أربع سنوات إلى عمر أربع عشرة سنة بإشراف كادر من المدرّسين الأكاديميين والاختصاصيين بالفن التشكيلي.
لن تتوقف ورشات الرسم عند مدرسة فان كوخ، يقول سلامة: بدأنا من بيكاسو والآن فان كوخ لنصل إلى روّاد الحركة التشكيلية السورية كالفنانين فاتح المدرّس ولؤي كيالي ونذير نبعة وغيرهم من الروّاد، هي خطة متطورة لعدة ورشات يمر فيها الطفل أثناء تعليمه أصول الرسم.
وعن اللوحات التي رسمها الأطفال خلال ساعتين من الوقت ولمدة أسبوع، ستعرض في المرسم، الذي قدم كل ما يلزم من مواد رئيسية وألوان ولوحات للفنانين الصغار إيماناً بمشروعنا في تعزيز ثقافة الفن التشكيلي وفقاً لسلامة، متمنياً تعميم ورشات الرسم على نطاق أوسع، والاهتمام بمواهب الأطفال، وخاصة في المدارس وبكل مراحلها التعليمية، مؤكداً من خلال تجربته مع الأطفال أننا نحظى بجيل موهوب يستحق أن نرعاه ونهتم به ونرفع من ثقافته بالفن التشكيلي الذي يعد واجهة المجتمعات الراقية.
التالي