رغم التطور الحاصل على أداء منتخبنا الوطني لكرة القدم بعد أن استعاد رجال كرتنا شخصيتهم القتالية، ورغم النجاح الذي حققه اتحاد اللعبة في ملف اللاعبين المغتربين والذي يمكن أن يمثل استراتيجية ذات نتائج سريعة للارتقاء بمستوى منتخبنا في كل مشاركة، ورغم تعدد إيجابيات ما أنجزه اتحاد اللعبة الشعبية الأولى على مستوى المنتخب الوطني حتى الآن، فإن ما هو منتظر حالياً يتمثل في أن يجد اتحاد كرة القدم استراتيجية لتطوير لاعبينا الناشطين في الدوري المحلي دون الاكتفاء بالنجاح المُلفِت في ملف اللاعبين المغتربين لأن وجود دوري قوي سيفرز منتخباً أكثر قوة بلا شك.
هناك اتحادات وطنية ذات باع طويل ولديها منتخبات متطورة ولم تكتفِ بمسألة الاعتماد على المحترفين في الخارج، بل ذهبت باتجاه تقوية المسابقات المحلية وتطويرها لتبقى على القمة قارياً وتستطيع المنافسة دولياً كما هو حال اليابان وكوريا الجنوبية وإيران، لا بل إن بعض الاتحادات تركز اعتمادها بشكل كامل على مفرزات الدوري المحلي لتبقى رقماً صعباً كما هو حال الاتحاد السعودي الذي يعمل كل فترة على إضافة عناصر قوة جديدة لأنديته ومسابقاته بهدف مواكبة التطور الحاصل على أداء منافسيه.
لا يمكن لأحد أن ينكر الجهد الكبير الذي بذله اتحاد كرة القدم في ملف اللاعبين المغتربين والذي تكلل بنجاح باهر لا يختلف عليه اثنان، ولكن لا يمكن أيضاً أن تبقى خطة العمل قائمة على هذا الاتجاه فقط دون تدعيمه بالعمل على تطوير مسابقاتنا المحلية كاتجاه مواز يمكن أن يصل بالكرة السورية إلى مستويات أعلى وآفاق أوسع.
طبعاً لن تكون مسألة تطوير مسابقاتنا خطوة سهلة، ولكن كما كان هناك دعم لاتحاد الكرة في مسعاه للاستفادة من خدمات أبنائنا في المغترب يجب أن يكون هناك دعم لأي خطوة باتجاه تطوير مسابقاتنا لأن هذا الأمر سيشكل دعماً لجميع منتخباتنا وليس للمنتخب الأول فقط.