الملحق الثقافي- ديب علي حسن:
ما يميز الإنسان أنه كائن ناطق متكلم، اللغة وسيلة تواصله الفاعل والمنفعل فهو يعيش باللغة ويفكر بها، وبها يبني عوالم من إبداع علمي وفكري وثقافي.
هذا يعني أنه يبني الحياة ويعني أيضاً أن لغة اليوم هي غير الأمس فما كان منذ ستة قرون أو أكثر من أدوات وغيرها ليس موجوداً اليوم.
ومفردات الحياة حينها غيرها الآن، الحياة كل ساعة في تقدم علمي وفكري وتقني واجتماعي هذا التطور يقتضي بالضرورة مفردات جديدة من الاسم إلى المصطلح إلى مفردات اللغة كلها….
صحيح أن قواعد اللغة الأساسية يجب أن تبقى مصانة حتى لا ينتشر اللحن اللغوي ولكن الأكثر صحة أن الأساليب تتطور ومعجم اللغة وخزانها يزداد ثراء بقدرة أبنائها على الابتكار والفعل فمن يصنع الطائرة أو الحاسوب أو غيرهما هو من يطلق اسمه وبالتالي تنتشر لغته.
هذا التطور يقوده الشباب الذين هم ثروة أي أمة وبالتالي هم من يجدد اللغة وأساليبها ويرفد خزانها بالمزيد من دون المساس بجوهرها.
وعلينا أن نكون فاعلين وقادرين على شد هذا الجيل منذ الطفولة إلى اللغة بأساليب جميلة لا أن نعمل على تنفيره من خلال القوالب الجامدة ومماحكات مضى زمنها ولا سيما في النحو والبلاغة اليابسة نحن أبناء الحياة، ولغتنا وسعت كلّ الحياة علينا ألا نضيقها بيباس يقودها إلى حتفها.
العدد 1177 – 6 -2 -2024