د. مازن سليم خضور:
مشهدان يضعان العالم أمام مسرحية كبرى حيث أظهر مقطع فيديو اعتداء مجموعة من القوات الخاصة الاسرائيلية على مستشفى ابن سينا متخفية في زي أطباء وممرضات ونساء فلسطينيات من المفترض أنهن بحاجة إلى المساعدة الطبية؟
الاقتحام أسفر عن ارتقاء ثلاثة شهداء.. العملية ليست بغريبة عن تصرفات كيان الاحتلال القائم على هذه الأفعال منذ نشأته عبر عصابات الهاغانا وغيرها لكن الغريب هو الازدواجية القاتلة من قبل المجتمع الدولي تجاه مثل هذه التصرفات وهي المشاركة المثبتة بالصوت والصورة للاعتداء على المشفى واستهداف المرضى وارتداء الزي الطبي في عملية الاقتحام بينما ( دول العالم الحر ) بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وإيطاليا وكندا وأستراليا وبريطانيا وغيرها، تعلق تمويلها لمنظمة “الاونوروا” وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين التي تقدم خدمات في مجال التعليم والرعاية الصحية والإغاثة والبنية التحتية وتحسين المخيمات والدعم المجتمعي وغيرها من الخدمات في ظل أبشع حرب إبادة ترتكب بحقهم من قبل الكيان الإسرائيلي بحجة مشاركة موظفين من المنظمة في عملية طوفان الأقصى!.
الإدعاءات الإسرائيلية وضحتها بعض المصادر بأن المشاركة المزعومة كانت عبر منشورات على الفيس بوك فسر مضمونها على أنه دعم للمقاومة ومعركة “طوفان الأقصى”!
وبالرغم من ذلك فقد تم فصل أقل من عشرة موظفين في الوكالة بسبب هذه الاتهامات.. أيضاً (العالم الحر) الذي أوقف تمويل الوكالة التي تقدم الخدمات لملايين الفلسطينيين لم يتحرك جراء سقوط (١٤٢) ضحايا من موظفي الأونروا جراء الاعتداءات الإسرائيلية التي لم توفر مباني ومقار ومستودعات الوكالة من الاستهداف في حصيلة غير نهائية.
كل هذا يؤكد المؤكد بأن هذا الكيان هو إرهابي منذ النشأة وعابر للقانون الدولي بل هو فوق القانون الدولي والدول الداعمة له ما هي إلا دول صاحبة معايير مزدوجة وهو ما أكده مندوب روسيا في مجلس الأمن عندما قال” إن الدول الغربية تتعامل مع الشعب الفلسطيني “بمعايير مزدوجة صارخة”
وقال إن العشرات إن لم يكن المئات من الأطفال يقتلون ويشوهون في قطاع غزة بشكل يومي، فيما تضرب الغارات الإسرائيلية المدارس والمستشفيات، “وتُداس الحقوق الأساسية للطفل في الحياة والصحة”.
وزارة الخارجية والمغتربين في سورية أدانت قيام بعض الدول وفي مقدمتها الولايات المتحدة بتعليق مساهمتها المالية لوكالة الأونروا في انحياز مفضوح لحملة التحريض التي يروج لها الاحتلال الإسرائيلي وتنفيذاً لمخططاته في تصفية الوكالة وإنهاء الخدمات التي تقدمها للشعب الفلسطيني واعتبرت ذلك عدواناً صارخاً على القيم الإنسانية يرقى إلى مستوى العقاب الجماعي.
ليبقى السؤال إلى متى سيعامل الجلاد كالضحية وإلى متى سيبقى هذا الكيان فوق القانون الدولي والإنساني وهل نستطيع أن نعتبر خطوة جنوب إفريقيا في محكمة العدل الدولية هي خطوة في رحلة الألف ميل؟.