الثورة – دمشق – نيفين عيسى:
فرضت مناسبة عيد الحب “الفالنتين” نفسها على مجتمعاتنا بوصفه عيداً عالمياً قيل عنه: إنه بدعة لترويج المنتجات، إضافة إلى أنه فرصة للمطاعم حتى تغير روتينها وتزيد من إيراداتها اليومية تحت اسم الاحتفال بعيد الحب سهراته وحفلاته مع أسعار تدفع الكثيرين للعدول عن فكرة الاحتفال في أماكن عامة.
وخلال جولة لـ”الثورة” على بعض المطاعم تبيّن وجود فارق كبير في الأسعار بين مكان وآخر، وأوضح مدير مطعم في دمشق القديمة أن أسعار تذاكر احتفالات عيد الفالنتين تتباين في قيمة التذكرة للشخص الواحد حسب المكان الذي يختاره داخل المطعم، ويبدأ سعر التذكرة من 350 ألف ليرة للشخص الواحد في الترّاس مروراً بمبلغ 650 ألف ليرة، مشيراً إلى أن الحجز شبه مكتمل قبل يوم من السهرة.
مشرف على أحد المطاعم في منطقة المزة أشار إلى أن سهرة عيد الفالنتين تتضمن موسيقا كلاسيكية ومن دون عشاء بقيمة ٢٦٠ ألف ليرة للشخص الواحد، فيما ذكر مدير مطعم في دمشق القديمة أن السهرة تشمل تقديم وجبة عشاء ب٢٢٥ ألف ليرة للشخص مع الضريبة، إضافة لأسعار تعادل أكثر من راتب الموظف لشهر كامل وهي ب ٣٧٥ ألف ليرة للشخص للعشاء وحضور الحفل.
بين التقليد والإمكانيات
سعاد حبيب- مهندسة- أشارت إلى أنها وزوجها اختارا مطعماً معتدلاً في أسعاره إذ تبلغ قيمة التذكرة للشخص 200 ألف ليرة متضمنة عشاءاً عادياً دون حفل فني، معتبرة أن هذه التكلفة مقبولة في ظل ارتفاع الأسعار.
خالد البكر- صاحب بقالية- قال: إنه لا يفكر بالاحتفال في مكان عام وأن الوضع الاقتصادي لا يسمح بهذا النوع من الترف، وأن التعبير عن الحب لا يحتاج ليوم أو عيد للاحتفال به، بل يجب أن يكون حاضراً من خلال التعامل اليومي، وهو يكتفي بهذه المناسبة بتقديم هدية لخطيبته بدلاً من السهر في أحد المحال أو المطاعم.
قاسم علي- موظف في وزارة التربية- اعتبر أن المبالغة بتكريس سهرات عيد الحب لا تتناسب مع الظروف الحالية، وأنه لا مشكلة في أن يحتفل الذين يمتلكون القدرة المادية بهذه المناسبة على طريقتهم، إلا أن ذلك يظهر الفارق في إمكانيات الناس وظروفهم المعيشية.
هكذا تبقى للمناسبة خصوصيتها المعنوية لدى الكثيرين الذين يستذكرونها كلٌ على طريقته، لكن ارتباطها بنمط معيّن من الاحتفال أو الإنفاق المبالغ فيه يبدو غير منطقي لدى معظم المواطنين.