الثورة – ناصر منذر:
يمعن الاحتلال الإسرائيلي بارتكابه جرائم ومجازر الإبادة الجماعية بحق أطفال ونساء غزة، متسلحا بالدعم الأميركي المتواصل الذي وصل إلى حد الشراكة الكاملة في العدوان، وسط استمرار حالة العجز التي يعاني منها مجلس الأمن الدولي بسبب هيمنة واشنطن على قراراته، ومنعه من إصدار قرار يلزم الاحتلال بوقف عدوانه، والسماح بإدخال الأدوية والمعدات الطبية والمساعدات الإنسانية العاجلة إلى القطاع المنكوب.
وفي ظل تصعيد الاحتلال عدوانه الوحشي، فقد استشهد وأصيب عشرات الفلسطينيين جلهم أطفال ونساء اليوم جراء غارات عنيفة شنها طيران الاحتلال، وقصف مدفعي طال مناطق متفرقة من قطاع غزة المنكوب الذي يتعرض لعدوان متواصل لليوم الـ 131.
وقد أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان اليوم، أن الاحتلال ارتكب خلال الساعات الـ 24 الماضية 11 مجزرة في القطاع راح ضحيتها 103 شهداء و145 جريحاً ليرتفع بذلك عدد ضحايا العدوان المتواصل منذ السابع من تشرين الأول الماضي على القطاع إلى 28576 شهيداً و68291 جريحاً، فيما لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات جراء منع الاحتلال طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إليهم.
من جانبها ذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن طيران الاحتلال قصف سيارة في شارع الجلاء شمال مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد 6 فلسطينيين إضافة إلى استشهاد ثلاثة فلسطينيين وإصابة 10 آخرين برصاص قناصة الاحتلال داخل مجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس جنوب القطاع.
كما قصف طيران الاحتلال ومدفعيته دير البلح والنصيرات وسط القطاع، ما أسفر عن استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة آخرين جلهم أطفال ونساء، إضافة إلى قصف منطقة القرارة شمال شرق خان يونس جنوب القطاع، تزامناً مع إطلاق نار كثيف شرق المغازي.
في هذه الأثناء، طالبت المقاومة الفلسطينية الأمم المتحدة بالتدخل لمنع قوات الاحتلال الإسرائيلي من اقتحام مجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة بعد إطباق الحصار عليه وقطع الإمدادات عنه بالكامل.
وقالت المقاومة في بيان اليوم: “نحذر من الوضع الإنساني الكارثي الذي يتعرض له النازحون والأطقم الطبية والجرحى في مجمع ناصر مع إطباق جيش الاحتلال المجرم حصاره عليه، وقطع الإمدادات عنه بشكل عام، حيث بات المتواجدون في المستشفى يفتقدون أدنى مقومات الحياة من الأدوية والمواد الغذائية، ناهيك عن إطلاق النار المباشر على المستشفى وانتشار القناصة حوله، ما أدى إلى استشهاد عدد من المواطنين داخله”.
وأضافت المقاومة: “ندعو الأمم المتحدة وكل الجهات ذات العلاقة إلى التحرك الفوري والعاجل لمنع جيش الاحتلال من اقتحام المستشفى، تفادياً لمجزرة مروعة وجريمة ترتكب بحق الأطقم الطبية والنازحين فيه، الذين لا يجدون مكاناً يلتجئون إليه من بطش الاحتلال النازي المستمر كما نطالب اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية بضرورة التحرك الميداني العاجل لإدخال ما يلزم من طعام وماء ودواء للمستشفى لإنقاذ من فيه، طبقاً لواجباتهم ومسؤولياتهم القانونية والإنسانية والأخلاقية”.

التالي