الأنثى ورواية الإكسسوارات…

الثورة – ديب علي حسن:

يبدو أننا أمام ظاهرة بلغت مداها الذي وصل حد التخريب الفعلي للذائقة الإبداعية في كل ألوان الفنون من التشكيل إلى الشعر والرواية.
وقد بلغ الأمر أشده مع فورة مواقع التواصل، الكل شاعر، والكل ناقد، والكل يريد الشهرة، وكل يبحث عن طريقة ما.
الدكتور صلاح صالح- الناقد المتميز والمعروف يفتح النار على هذه الظاهرة وغيرها في كتابه المهم الذي حمل عنوان: “إطلاق التأويل” وقد صدر عن الهيئة العامة السورية للكتاب.. في الكتاب مسارات مهمة جداً، لكننا سوف نتوقف عند ظاهرة الفورة النسائية في التأليف الروائي كما يراها.
يقول في ص ١٤٠ وما بعد: (ولأن ربات المنازل المدعومات بإكسسوارات بشرية من خادمات وسائقين وعناصر حماية وغيرهم، أصبحن يعانين فراغاً طويلاً، ولدى معظمهن شهادات جامعية، وما فوق جامعية، ويقضين وقتاً طويلاً على مواقع التواصل الاجتماعي يكتبن (البوستات) والتغريدات، فيحصلن بسرعة قياسية على كثرة كثيرة من طلبات الصداقة و(اللايكات) المعبرة عن فرط الإعجاب، ولأن بينهن من تجمعها علاقة ما مع أحد الكتاب أو الأدباء- علاقة متراوحة بين الأب والزوج، والشقيق، والعشيق، ولأن معظم الكتاب محسوب رسمياً على كاهل الثقافة والإبداع، في معزل عن أهلية الكاتب لكي يكون كاتباً يجري تشجيع ربة المنزل بالترافق مع وعود حارة بمد أيدي المساعدة إلى أقصى حدود المد، بما في ذلك قراءة النص وإصلاح ورأب صدوعه وتنقيته من الأخطاء النحوية والإملائية التي تشمل كلمات النص في الأمثلة المرصودة، وصولاً إلى تسهيل عمليات النشر وزج النص في مسابقات أدبية مسيطر عليها مسبقاً.. مسابقات رسمية وشبه رسمية داخل البلد وخارجه الأوروبي و(التركي)- حديثاً- وتتويج ذلك جميعه بإهداء الأديبة- ربة المنزل- عضوية اتحادات أدبية كثيرة وجوائز أدبية (مبحبحة).
تجرب ربة المنزل نفسها في كتابة رواية دفعة واحدة، وهل هناك ما هو أسهل من كتابة رواية- بحسب المتنطعين إلى ممارسة هذا الفن في عالم كل شيء فيه (قابل للسرد)؟؟؟
فلتقم هذه السيدة أو تلك بسرد قصتها مع الحياة أو مقطع من هذه القصة، ابتداء من قصة خيانتها الزوجية، الخيانة الفعلية، أو المتخيلة، أو المشتهاة، إذ كثر الطلب على النصوص التي تتضمن وقائع الخيانة الزوجية وانتهاء بكل ما يجري من ثرثرات مع الجارات والقريبات، مع إضافة قليل من البهارات والإكسسوارات التي لابد من إضافتها من أجل تحويل قصة يمكن سردها ببضعة أسطر إلى رواية تربو على مئة صفحة، لتصير حياتنا الثقافية الراهنة قائمة على قشرة رقيقة من الزيف الخطير التي تزداد خطورته مع تحول هذه القشرة إلى كلية الأرضية التي نقف عليها وتقف عليها الأجيال.
هي وجهة نظر حادة، ولكنها حقيقية وفعلية، وكما يحتاج المريض جراحة في بعض الأحيان كذلك لابد منها في المشاهد الثقافية والإبداعية.

آخر الأخبار
الشرع يؤكد أهمية الدور السعودي وبن سلمان يجدد دعم المملكة لسوريا  تشغيل 20 بئراً  لضخ المياه لمدينة حماة ومشاريع توسعة    "الدفاع" تستلم مستودعات السلاح من تشكيلات اللجنة المركزية في درعا   اجتماع ثلاثي في أنقرة غداً لدعم الحكومة السورية مدير" تربية "درعا: جلسة حوارية للنهوض بالواقع التعليمي المواطنة والهوية... نقاشات غنية بأبعاد وطنية  مفكرون وباحثون: يجب إعادة صياغتها بما يتلاءم مع متطلبا... تحقيق لـ"بي بي سي": شبكات خارجية تغذّي الطائفية وخطاب الكراهية في سوريا القصة التعليمية".. أسلوب تربوي لتعليم الأطفال باحثة تربوية لـ"الثورة": تكسبهم ثروة لغوية كبيرة لإيجاد فرص عمل أوسع ..تشبيك بين الرواد الشباب وشركات التكنولوجيا   خطة لتأهيل محطة ضخ دمر بدمشق ومحطات تحلية جديدة  تشغيل 85 بئراً لتأمين مياه شرب صالحة للمواطنين وزير التربية والتعليم : تأهيل 100 مدرسة والعمل جارٍ لتأهيل 400مدرسة أخرى   حملة توعية  لتحسين واقع سوق كشكول تأهيل جسر محجة في درعا   تحصين أبقار حمص ضد مرض الجلد الكتيل جامعة حمص تدرب طلابها  على "نظام إدارة الجودة في المعامل الدوائية تأمين المياه لناحية البهلولية باللاذقية محافظ اللاذقية : السيطرة على الجزء الأكبر من حرائق الريف  الشمالي جولات تفتيشية لمنع أي  زيادات في أسعار " أمبيرات " حلب  "العمق العربي أولاً ".. البحرين على سمت بوصلة السياسة السورية جامعة دمشق.. معرض لإبداعات الحرفي السوري وإحياء المهن التراثية