الثورة – عبير محمد:
اقتحمت السوشيال ميديا خصوصية حياة الأفراد، وتحولت بعض المنصات الرقمية إلى مراتع لنشر “فضائح التفاهة” حسب ما وصفه الكاتب الكندي آلان دونو في كتابه عالم التفاهة، فقد حول بعض المؤثرين الذين لم يحظوا بأي تعليم نوعي يؤهلهم ليكونوا مؤثرين حقيقيين في المجتمع.
لذا تحول بعضهم لفضح خصوصية حياتهم الشخصية، وتحولت حياة بعض المؤثرين إلى مجموعة أشخاص سطحيين مستعدين لفضح أنفسهم للحصول على بعض المال.
معظم هؤلاء المؤثرين تورطوا في تكاليف حياة باهظة الثمن، ولذلك نراهم اليوم يكافحون ويستقتلون للبقاء على مواقع التواصل، حيث تتفاوت مراحل الصعود والهبوط حسب الترند العام.
لقد تورط معظمهم (اليوتيوبر) بنمط حياة معينة وذات تكاليف حياة يومية غالية الثمن، ما جعل حياتهم تحت تأثير الضغط النفسي والعصبي المتواصل، وهذا ما بدا جلياً للمتابعين من خلال العلاقات السامة، وأحياناً غير المنطقية بين المؤثر وأصدقائه، والمؤثر وزوجته.. وأحياناً أفراد عائلته، ما اضطر الكثير من هؤلاء الذين اتخذوا من مواقع التواصل الاجتماعي (اليوتيوب، وانستغرام، ومختلف المنصات) مصدراً أساسياً لعيشهم، وقد يضطرهم ذلك إلى اختلاق الفضائح ربما لأنفسهم غير مبالين بالقيم المجتمعية لمتابعيهم وغير مباليين بمصداقيتهم.
وبالتالي ينسى هؤلاء المؤثرون أن من أهم ميزات العمل الناجح هو قدرته على الاستمرار وأنه في نهاية الأمر لا يمكن أن يسود أو يبقى هؤلاء ينعمون في رغد الكذب والنفاق المجتمعي.
الفضيحة والشهرة
وتشير الأبحاث إلى أنه لا يوجد حدود فاصلة تفصل بين الفضيحة والشهرة، إلا بعض تلك القيم المعنوية التي يتحلى بها أصحاب المحتوى، فالمجرم الذي يرتكب جريمة لتصور فيما بعد، يمكن أن يصبح مشهوراً على نطاق واسع، ولكنه يبقى في ذات الوقت وحسب العرف الإنساني مجرماً آثماً يستحق العقاب.
فما بالك المشهور المؤثر الذي يقف مصوراً ذاته وهو يرتكب حماقات ويختلق أكاذيب شتى بكامل وعيه متجاهلاً احترامه لذاته وللآخرين، وذلك من أجل جذب الكثير من المتابعين الذين أدمنوا متابعة مثل هؤلاء المؤثرين- الذين أسماهم الكاتب الكندي آلان دونو بمدمني التفاهة- ليتضخم لذلك رصيد مجتمع التافهين الذين يتابعونه ويعلقون على محتواه التفاهة بتعليقات من دون المستوى.
وهنا لا يمكن ذكر اسم أحد من هؤلاء الذين تصدروا مجالات مثل الغناء والموضة والتجميل والذين حولتهم شركات التجميل إلى أدوات لنشر البضاعة الرخيصة التي تغزو الأسواق في عصرنا الحالي.