الأديبة ريم هلال باستضافة “المؤَلِّف والمؤلَّف”

الثورة – رانيا حكمت صقر:

ضمن البرنامج الثقافي الجديد ” المُؤَلِّف وَالمُؤَلَّف” الذي يقام في جمعية العاديات بشكل دوري من كل شهر تم افتتاح هذا البرنامج باستضافة الأديبة الدكتورة ريم هلال.
في البداية استهل الباحث بسام جبلاوي حديثه، يقال: “ذهبت المكارم إلاَّ من الكتب”. والكتب هي صُحُفٌ ضُمَّ بعضُها إلى بَعضٍ. والكِتابُ، مُؤَلَّف دُوّنَ فيه عِلمٌ أو أدبٌ، أو فَنٌ..، قام بصناعته الكاتِبُ، أو الأَديبُ النّاثِرُ الذي أَلَّفَ الكِتابَ، أي جَمعَهُ وَوضَعَه، وجَمَعَ فُصُولُه، فهو مُؤَلِّفٌ؛ والكِتابُ مُؤَلَّفٌ.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: ما العلاقة بين المُؤَلِّف وَ المُؤَلَّف..؟ وما الإشكالية التي تسود هذه العلاقة بين اسم الفاعل (المؤلِّف) واسم المفعول (المؤلَّف) هنا..؟
والمؤلِّف، هو شخص مبدع يتحلى بموهبة استحداث أشياء وأفكار جديدة تتمثل في الكتب والقصائد والقصص والروايات والموسيقا والأفلام وغيرها من الأعمال الإبداعية، والأنثى تسمى مؤلِّفة.
كما أعتبر الجبلاوي أثناء ترحيبه بالأديبة الدكتورة ريم هلال، أن كل محاولة للتعريف بالأديبة ريم هلال، هي في رأيه من نوافل القول، لأنها غنية عن التعريف، غنية عن البيان، وكأنها امتثلت مع المثل العربي “خالف تعرف”، حيث رفضت أن تنصاع لصاحب كتاب أدب الكاتب، الأديب والمؤرخ ابن قتيبة الدينوري، الذي عاش في القرن التاسع الميلادي، وهو القائل: “إذا أردت أن تكون عالماً فاطلب فَنّاً واحداً، وإذا أردتَ أن تكون أديباً فتفَّن في العلوم”. والأكاديمية الفاضلة الأديبة الدكتورة ريم هلال جمعت المجدين مجد العلم ومجد الأدب.
قال فيها الأستاذ في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة تشرين الدكتور سامي عوض “رحمه الله”: “ليست مصرُ فقط هي التي تحظى بِطَهَ حسين، بل نحن كذلك لدينا من تماثله، أنتِ يا دكتورة ريم، أنتِ طه حسين جامعتنا”.
من جهة أخرى تحدثت الأديبة الدكتورة ريم هلال قائلة: حين اكتشفَ والدايَ وأنا في الشهور الأولى من عمري، وضعيَ الخاصَّ المتمثِّل في فقداني جزءاً كبيراً من بصري، حدثَت في بيتنا زلزلةٌ كادت تُخلخلُ أساسه، وظلَّت ذكراها ترافقهما عبرَ ما توالى عليهما من أيّام، ظنّاً منهما كما شأن الكثيرين، أنَّ العالم يسيرُ على قوّة البصر، وظنّاً أنَّ من خلال هذا البصر بمفرده يُدرَكُ الليل والنهار، وإلى جانب وقع هذا الأمر على والديَّ كان له وقعه القاتم على طفولتي الثانية، بعدما تجاوزتُ سنواتِ سعادتيَ الأولى؛ إذ كان ينبغي حينذاك أن نسعى أنا وأسرتي في تكييف خصوصيَّتي التي افترقتُ بها عن أقراني، وأن نجهد بهذا الشأن وفقاً لِما تقتضي خطوات الحياة، بغيةَ تواكبي معهم على الأقل في واحدٍ من أشيائهم .
كما أكدت د.هلال على تدفق نور البصيرة لديها منذ البدايات وتبلّور جدلية البصيرة والرؤيا الإبداعية لديها، وتابعت بالقول:
ما إنْ قطعتُ شوطاً كافياً من نزالي مع أمواج العمر العاتية، هذه التي توجَّهت إليَّ دون واحدٍ من الذين يبدؤون معي الطريق؛ حتى وجدتُ أنه توقَّدَت لديَّ دونهم شعلةٌ في روحي، لم تدرك مع الشمس إلى الغروب سبيلاً، وأغنَتني بأضوائها التي لا تزال تتوهج عليّ، عن شمعتَي عينيَّ المطفَأتَين، إنها البصيرة كما يسمّيها لي الكثيرون، منحتني النهار الذي ما كنتُ وأسرتي نتوقّع حلوله علينا يوماً. إنها بصيرتي التي بتُّ أرى من خلالها ما لم ترَه كلُّ عينين، وانفتحتُ من خلالها على ما اتّسعَ من آفاق الحياة، والبشر، والكون، وما اغتنَت به من لا نهايات التفصيلات والجزئيات، لأخلصَ في كلِّ جولةٍ من تأمُّلاتي في هذا كلّه، إلى قدرة الله اللا محدودة على الخلق والإبداع والابتكار عبرَ ما لا يُحَدُّ من الأزمنة والأمكنة.
وأثمرت إبداعات د. هلال مؤلفات وكتابات ونتاجات أدبية إبداعية شاملة لكل أشكال وأجناس الأدب حيث تقول: وعلى سبيل الترجمة لتأمُّلاتي الروحيّة؛ صغتُ سطوري، مؤلَّفاً تلو مؤلَّفٍ، فيما تنوَّع من الأجناس الأدبيّة، من شعر، وخواطر نثريّة، وسيرة ذاتيّة، وقصصٍ، ورسائل لا أنفكُّ أبعث بها إلى الآخرين، ردوداً على رسائلهم أو مبادراتٍ منّي لظروف تقتضي الكتابة إليهم. وهكذا إلى أن استكملتُ حاليّاً كتابي الـ 20 إلى جانب ما لديَّ بعدُ من مخطوطات تتطلّب المراجعة والتدقيق والإعداد، ومن هنا أخذ قرّائي يتهافتون على أعمالي تباعاً؛ يتلهفّون إليها، ينهمكون بها، يسهرون لأجل الوصول إلى ما بعدها وما بعدها، يَسعَدون من خلال كلماتي بما يطلقون عليها كشوفاتي المذهلة، ومن خلال تعبيراتي بما كانوا يبتغون هم الوصول إلى ما يماثلها فيما لو امتلكوا الموهبة.

وتجد د. هلال في رحلتها غنىً وثراءً وتجدداً..
والآن.. وبعد رحلتيَ الطويلة مع شعلة بصيرتيَ؛ ها أنا أراني أمكثُ حارسةً لها، محيطةً إيّاها بذراعيَّ حمايةً لها مما لا يتوقعه أحد، إنه حرصي على حمايتها من رياح الشفاء التي قد تصيبني يوماً، حقّاً إنني أخشى الشفاء، أخشى توصُّل الطبّ يوماً إلى ما سيعدّه مَن هم حولي أمراً رائعاً وفق منظورهم؛ إذ من يدري! فربَّما إذا ما أضيئَت عيناي هل من أحدٍ يضمنُ ألا تنطفئ شعلة بصيرتي تلقائيّاً مثلما توقَّدَت ذاتَ يومٍ تلقائيّاً؟ إنها شعلتي التي أبتغي أن تبقى معي، أن ترافقني إلى يوميَ الأخير، أن تعود معي إلى الله فيراها بحوزتي، بعدما أرسلَني من دونها إلى امتحان الأرض المعتمة.
يذكر أن الدكتورة ريم هلال من مواليد اللاذقيّة عام 1960، تعمل أستاذة جامعيّة في كليّة الآداب والعلوم الإنسانيّة– قسم اللغة العربيّة، اختصاص نقد عربيّ حديث، وأديبة لها 20 مؤلَّفاً فيما تعدَّد من الأجناس الأدبيّة، في الشعر إذ من أعمالها “العرّافة، كلُّ آفاقي لأغنياتك، اسمي والأرض، بين شرفتي والبحر، قناديل، من عكاظ أتيتُ، ومضات”، ومن أعمالها النثريّة “من مفكّرتي، حلمتُ، سطور، ماذا” وفي القصّة لها “أحكي لكم” إضافةً، إلى مؤلَّفها “البصر والبصيرة” الذي يمثّل سيرتها الذاتيّة التي رَوَتها مع فقدها البصر، إضافةً إلى أعمال جمعت فيها ما بين الشعر والنثر مثل “لعلّها تصل” ومؤلَّفها الأخير الذي كتبته في أبيها الراحل “كتاب أبي”، وفي النقد لها مؤلَّفها “حركة النقد العربيّ الحديث حول الشعر الجاهلي” الذي يمثّل رسالتها لنيل درجة الدكتوراة عام 1998، وصدر– فيما بعد- عن اتّحاد الكتّاب العرب.

آخر الأخبار
"الصناعات الغذائية" في معرض دمشق الدولي.. تلاقي النكهة والهوية "الطفل المعجزة".. ذاكرة أمل تعود بعد أحد عشر عاماً "تجارة حلب" تعزز الشراكات ..  لقاءات مع وفود تركية وعربية لدعم الاستثمار   إغاثة عاجلة لأحياء حلب القديمة..  سلال غذائية تدعم صمود العائدين بعد الدمار   "زراعة حلب": خطة لتطوير زراعة  الذرة الصفراء وتعزيز الأمن الغذائي مخلفات الفساد تلاحق محصول القمح في حماة.. وأضرار أولية بـ 4 مليارات ليرة   "صندوق التنمية السوري" بين إعادة الإعمار وبناء الثقة الوطنية  الرئيس الشرع : سوريا تكتب تاريخ البلاد بأيدي وأموال السوريين   استثمار مباشر في سوريا..  وفد شركة SALT الأميركية في حسياء الصناعية   تأهيل مشتل الطعوم ومعالجة الهموم الزراعية في إدلب  2.5 مليون طن الإنتاج السنوي للأشجار المثمرة بعد إلغائها لطلاب الثانوية… "التعليم العالي" تمنح دورة تكميلية لبعض الفئات الجامعية جناح "الأشغال العامة والإسكان".. مبادرات استثمارية وتنموية لتطوير قطاع الإنشاءات إحياء السياحة بالسكك الحديدية  The New Arab  بين السرديات الإعلامية العبرية والإنجليزية، إسرائيل تخفي اعترافاتها بجرائم الحرب الاعتداءات الإسرائيلية في سوريا.. تهديد خطير للسلم والأمن في المنطقة والعالم  الاتحاد الأوروبي يقدم 22 مليون يورو لتخديم أكثر من 6.5 ملايين  شخص في سوريا صحيا   تعاون  بين الشبكة السورية لحقوق الإنسان والهيئة الوطنية للعدالة الانتقالية لدعم مسار العدالة  "الأشغال العامة": استكمال أعمال إنشائية في جامعة طرطوس   فرص التصدير في معرض دمشق الدولي