الثورة – يمن سليمان عباس:
يتردد هذه الأيام أن عصر القراءة قد ولى إلى غير رجعة، وهذا القول غير صحيح ولا منطقي، فالقراءة هي كل حرف تقع عيناك عليه في أي مكان كان، وأي شكل من الأشكال، ومن لا يقرأ الحرف يقرأ الصورة، وبالتالي القراءة هي فعل حياة مستمر.. فكيف بمن يقرأ كل يوم في الكتب والروايات.. إنه يحقق مقولة “من يقرأ يعش أكثر من حياة واحدة في حياته”.
القراءة ومستوياتها هي موضوع كتاب “مورتيمر أدلر” عن القراءة الذي عرف فيه أربعة مستويات لها هي كالتالي (الابتدائية، والفاحصة والتحليلية والمقارنة)، تحدد هدفك من القراءة، وهي مستويات لا يمكنك التحرك لمستوى أعلى من دون فهم قوي للمستوى الذي يسبقه أي أن ترتيب المستويات تراكمي.
القراءة الابتدائية
هذا المستوى من القراءة هو الذي تتعلمه في مدارسنا، حيث تجمع الحروف لتشكل كلمة، وما دمت تقرأ هذا المنشور الآن فأنت بالتأكيد تعرفه.
القراءة الفاحصة
تعلمنا أن التصفح والقراءة السطحية لا يقدمان فهماً للقارئ، ولكن في الحقيقة ليس هذا أمراً صحيحاً، بل إن استخدام هذه الأدوات بفعالية يمكن أن يسهم في زيادة الفهم، تسمح لنا القراءة الفاحصة أو الاستقصائية برؤية مخطط المؤلف وتقييم مزايا تجربة قراءة أعمق.
القراءة التحليلية
قال فرانسيس بيكون ذات مرة: بعض الكتب يجب تذوقها، والبعض الآخر يجب بلعها، وبعضها الآخر يجب مضغها وهضمها، يمكنك أن تنظر للقراءة التحليلية باعتبارها المضغ والهضم، وهي قراءة شاملة.
القراءة المقارنة
وهي مرحلة القراءة الأكثر صعوبة بالنسبة للجميع، تتضمن القراءة المقارنة قراءة العديد من الكتب حول الموضوع ذاته والمقارنة بين الأفكار والمفردات والحجج، وتنفذ هذه المهمة من خلال تحديد الفقرات ذات الصلة، وترجمة المصطلحات، وتأطير وترتيب الأسئلة التي تحتاج إلى الإجابة والتحاور الداخلي مع الإجابات، والهدف من هذا المستوى من القراءة ليس فهم الكتاب ذاته بل الموضوع الأعم.)
بطاقة
“مورتيمر جيروم أدلر” معلم وفيلسوف ومؤلف أمريكي مشهور، عاش أغلب حياته في نيويورك، وسان فرانسيسكو وسان ماتيو، عمل في جامعة كولومبيا، وجامعة شيكاغو، وساهم في موسوعة بريتانيكا ومعهد أدلر للأبحاث الفلسفية.
مما لاشك فيه أن القراءة باقية ما بقيت الحياة على الأرض، ومن المفيد جداً أن تكون فاعلة لا تذهب سدى، بل تبني العقل وتصقل صدأ الروح.