الملحق الثقافي-د.ح:
لم تكن الطفلة التي لم تتجاوز الصف الثالث الإبتدائي تعرف ما معنى النقد، ولا معنى الحداثة في الإبداع حين ألقت بكتاب النصوص على الأرض وصاحت لن أحفظ هذا النشيد.
حين سألتها: لماذا لن تحفظيه؟
كان جوابها مقنعاً تماماً: تعال أحفظه أنت..جرّب افعل …لا يوجد فيه نغم أو موسيقا على حد تعبيرها.
لا تعرف معنى الإيقاع ولا الوزن ولا القافية لكنها بذائقة الفطرة اكتشفت أنها طبخة الحصى.
كيف سنعزز الثراء اللغوي عند أطفالنا إن لم يكن عن طريق الأناشيد الجميلة الشائقة وما كان أكثرها يوماً ما.
لكن موجة التحديث التي قادها التخريب التجريبي استعاضت عنها بأناشيد حتى من كتبها لا يستطيع حفظها..إنه اليباس اللغوي الذي يجب أن يحارب..هل من جهة في العمل تقوم بحذف الأناشيد الخالدة بحجة التجديد كما فعلنا؟.
مازال شكسبير وهيغو وغيرهم في مناهج الدراسة الغربية، لم يقم جهابذة التأليف بحذف إبداعهم واستبداله.
لغة أطفالنا ليست بخير..لأننا لم نحسن الاختيار.
العدد 1180 – 5 -3 -2024