في غزة المنكوبة يكفي فقط أن نمعن في لغة الأرقام لتبدو الوجوه الدولية على حقيقتها دون مساحيق تجميلية، سياسية كانت أم دبلوماسية، فلا أقنعة إنسانية زائفة بعد اليوم، والعدوان على غزة النازفة يدخل يومه الـ١٥١ على التوالي.
أكثر من ٣٠٦٣١ شهيداً فلسطينياً و٧٢٠٤٣ جريحاً ارتقوا منذ بداية العدوان الإسرائيلي على القطاع النازف، ومئات الأطفال والرضع والخدج يرتقون يومياً، فلا طعام ولا حليب يسد رمقهم، ولا حضانات في الخدمة تمدهم بسبل الحياة، فالمحتل الغاضب يوغل بسفك دمائهم وإزهاق أرواحهم على مرأى ومسمع منظمات أممية تكتفي بالعد والإحصاء والتفرج تارة، والشجب والتنديد وقرع نواقيس الخطر تارة أخرى.
في غزة المكلومة تقول تقارير إن ثلاثة من أربعة فلسطينيين يشربون مياهاً ملوثة في القطاع، وأن نسبة الإمدادات من مصادر المياه انخفضت بمقدار ٩٠٪ الأمر الذي يطرح السؤال: ماذا تنتظر المؤسسة الأممية والدول المتشدقة بحقوق الإنسان؟!.. ولماذا لا تحرك ساكناً، فالكل يباد في غزة وشبح الموت يطارد كل الفلسطينيين؟!.
النقاط وضعت على الحروف وانكشف المستور، فالمجازر بحق الفلسطينيين مشرعنة طالما كانت بصواريخ إسرائيلية، والمجتمع الدولي حتى اللحظة يرى بعينه العوراء، فلا يجرم القاتل ولا ينجد الضحية.