الثورة – فردوس دياب:
في آذار تشرق شمس الحرية، وتتفتح أزاهير ثورة الثامن من آذار لتنشر عبقها وأريجها في خلجات الوطن الذي رسم بشموخه وتضحيات أبنائه حكايات وأساطير المجد والبطولة الخالدة.
الحديث عن ثورة الثامن آذار له شجون خاصة، كونه كان امتداداً لنضال السوريين ضد الاستعمار الفرنسي وأعوانه وأدواته، لذلك كانت الثورة منعطفاً تاريخياً ونقطة تحول كبيرة في حياة الشعب السوري، إذ كانت بداية النهاية لسنوات التخلف والفقر والاستبداد والظلم والقهر التي زرعها وخلفها المستعمر وراءه.
لقد شرعت ثورة آذار المجيدة أبواب الأمل والحرية والطموح بالوصول إلى حاضر ومستقبل آمن ومزهر يليق بشعبنا العظيم وبتاريخه الوضاء وحضارته العريقة، فكانت انتصاراً للمواطن السوري كإنسان حلم بالحرية وباستعادة هويته وحقوقه وقيمه الوطنية والحضارية والتاريخية، وهذا ما جعل منها القبس والمشعل الذي يبحث عنه كل مظلوم ومقهور ليهتدي به وينير دربه وطريقه نحو الحرية وكسر قيود الجهل والتخلف والظلم والاستبداد.
كثير من القيم الأخلاقية والوطنية زرعتها ورسختها ثورة آذار، القيم التي أرست قاعدة صلبة ارتكزت عليها كل حوامل وعوامل الصمود السوري التي تحطمت على أسوارها كل المشاريع الاحتلالية والإرهابية، وهذا ما تبدى واضحاً من خلال الانتصارات العظيمة التي لا يزال يصنعها شعبنا العظيم وجيشنا البطل بدماء وتضحيات رجالاته وشهدائه الأبطال الميامين، الانتصارات التي لا تزال تتواصل على كل الجبهات والتي لن تتوقف حتى يندحر الإرهاب عن كل شبر من هذه الأرض الطاهرة.