أيام قليلة ويأتي شهر الخير والبر والإحسان حاملاً في جناباته أجمل المعاني السامية التي تبعث في النفوس الطمأنينة والارتياح.
يطل علينا الشهر المبارك بعد أيام مقدماً أسمى النفحات الروحية التي تلين القلوب وتزكي النفوس وتجعل كلمة العطف والحنان تسري في القلوب بحيث يجود ويعطي بسخاء الغني والميسور فيجودان بمالهما وبما تسمح به حالتهما المادية على الفقير والأرملة واليتيم وعلى صاحب حاجة.
وخلاله تقوى الروابط الأخوية الصادقة، وهنا أيضاً تتوثق عرى ما نسميه روابط التكافل الاجتماعي بأعلى صوره والذي ننشده دائماً، أجل هو شهر الصيام وليس المقصود به الامتناع عن الطعام والشراب فقط بل المقصود فيه تزكية النفس ونقاؤها وصفاؤها بمعنى أن يعيش الصائم حالة الراحة النفسية والالتفات نحو أخيه في بلده أو الحي الذي يسكن فيه.
وحتى الجيران في البناء الواحد بحيث يلتفت الكل إلى الكل محبة وتعاوناً وتكاتفاً وتسامحاً ويفتحون صفحة جديدة إن كان هناك خلافات أو شحناء بين أي اثنين، حتى أن رمضان يقوي الروابط الأسرية حيث تتسابق العائلات لدعوة بعضها البعض إلى مائدة الإفطار وبعدها تحلو فيها سهرات السمر والتسلية حتى فترة السحور.
وعندما نتحدث عن هذا الشهر الكريم نذكر أمراً حسناً عشناه وما زلنا نذكره وهو السكبة نعم “سكبة رمضان” هي عادة طيبة تعبر عن جود وكرم أهل الحي على بعضهم البعض بحيث وقبل أذان المغرب تقوم سيدة المنزل بسكبة طعام لجارتها وتقدمها لها وهكذا يجد هذا الفقير مائدة إفطاره عامرة بالطعام الشهي وبالتالي يسعد الجار الغني بما قدمه حباً وكرامة وسماحة نفس.
نعم هكذا نحن فهمنا المعاني العظيمة لشهر رمضان المبارك فهو مدرسة روحية سامية يشعر من خلالها الإنسان بأخيه الإنسان فيا أهلاً ومرحباً بك برمضان النور والخير.
جمال الشيخ بكري