الثورة – بشرى سليمان:
غزا التواصل الاجتماعي أوقاتنا وزادت المنافسة في هذا المجال، وكان لابد للمؤسسات الإعلامية من تطوير أساليب العمل الإعلامي تماشياً مع هذا التطور، وذلك من خلال اتباع الإعلاميين برامج تدريبية حول النشر الإلكتروني وكتابة محتوى إعلامي ذي جودة عالية يرفع نسب المشاهدات و يزيد أعداد متابعي مواقع و صفحات هذه المؤسسات.
انطلاقاً من تطوير الرسالة الإعلامية واستقطاب الجمهور الرقمي، يقيم مركز التدريب والتأهيل في مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة والنشر، دورة تدريبية في تحرير وصناعة المحتوى بإشراف المدرب حسن الحامض(دبلوم تسويق وسياحة – خبير تسويق إلكتروني )، الذي أكد في حديثه لصحيفة الثورة على الدور الكبير الذي يلعبه الإعلام الإلكتروني في حياتنا وتأثيره على العالم كله، فهو يتيح للأفراد والمؤسسات نشر المحتوى والمعلومات عبر الإنترنت بشكل أسرع وأوسع من الإعلام التقليدي، كما أن كبرى الصحف ووسائل الإعلام العالمية انتقلت للإعلام الإلكتروني لتحقيق انتشار أقوى وأسرع، ومن هنا جاءت أهمية اتباع المحرر لمثل هذه الدورات التي تنقله من بوتقة الصحافة التقليدية القائمة على جمل منمقة، إنشائية، طويلة، إلى فضاء رقمي يعتمد الاختصار والوضوح وجذب المتابع.
وعن العمل الصحفي الموزع بين زاوية، وخبر، ومقال،…. أوضح الحامض أنه لا يختلف عنه إلكترونياً، لأنه على المنصة أو الموقع الإلكتروني للوسيلة الإعلامية أو على وسائل التواصل الاجتماعي التابعة لها نجد الخبر والزاوية والمعلومة، لكن طريقة الكتابة إلكترونية لها قواعدها وأسسها.
وزع المدرب محاور دورة النشر الإلكتروني بين التعريف على التسويق الإلكتروني ومنصات التواصل الاجتماعي وكيف تتحكم بها الخوارزميات، وقواعد الكتابة الإلكترونية وبداية النص وعدد حروفه والكلمات والجمل المفتاحية التي ينبغي استخدامها وكذلك الهاشتاغ وهو الكلمات المفتاحية على السوشيال ميديا)
وأهميته، وطريقة النشر، وكتابة عدة أخبار كتدريب عملي لما سبق، كما أُدخل الذكاء الاصطناعي لأول مرة في مثل هذه الدورات، لمساعدة المحرر في كتابة مقاله، مع التركيز على فكرة استخدامه كمساعد وليس كمبدع، كأن يُستخدم في تنضيد وترتيب محاور المادة الصحفية، وجلب المعلومات التي تهم هذه المادة، أما الصياغة فتتم بإيدٍ بشرية وبإبداع بشري لأن الذكاء الاصطناعي مهما تطور فهو لايستطيع الوصول لدرجة الإبداع.
وقد بيّن الحامض أن مثل هذه الدورات تساعد الإعلامي على تطوير طريقة النشر الإلكتروني على مواقع المؤسسة الإلكترونية أو صفحاتها على السوشيال ميديا (فيسبوك – انستاغرام) وبالتالي وصول أعلى لعدد أكبر من الناس، وباعتبار أن الإعلام الإلكتروني أصبح السلاح الأقوى أضحت الحاجة ملحة للتصدي للإعلام المعادي المدعوم بالأموال والتقنيات المتطورة، ومن جهة أخرى نشر ثقافة المجتمع السوري وإنجازاته والترويج لمنتجاته، وهذا ممكن بوجود خبرات وطنية قادرة على الحصول على هذه التكنولوجيا وتدريب الكوادر لمواكبة هذا التطور .
نهايةً يمكن القول إن الإعلام الإلكتروني قد أحدث تحولاً جذرياً في طريقة تواصلنا و تفاعلنا مع العالم من حولنا، وهذا يتطلب وعياً و حذراً من تأثيره الاجتماعي و الثقافي و عقلانية في الاستفادة منه لتطوير المجتمع و تعزيز التواصل و بناء المعرفة.