الثورة – منذر عيد:
تشير سلسلة التطورات، سواء على صعيد العدوان الصهيوني على قطاع غزة، وتعثر عملية التفاوض بالوساطة بين الكيان الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية، وفشل جميع أهداف “إسرائيل” من وراء عدوانها على القطاع، أو لجهة التغيرات الدراماتيكية في البحر الأحمر واستهداف السفن المتجهة إلى الكيان من البحر الأحمر وبحر العرب وخليج عدن، وتوسيع ذاك الإطباق إلى المحيط الهندي، بأن مرحلة جديدة دخلتها المنطقة، وربما تجلت بشكل واضح من خلال نقل وكالة “نوفوستي” الروسية عن مصادر يمنية تأكيدها إجراء القوات المسلحة اليمنية اختباراً لصاروخ فرط صوتي.
تصريحات الجانب اليمني حول مواصلة العمليّات بفاعلية وتوسيع مداها “لتصل إلى مناطق وإلى مواقع لم يتوقعها العدوّ أبداً”، وإعلانه منع السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي من العبور ولو عبر المحيط الهندي، بالاتّجاه المحاذي لجنوب إفريقيا، تؤكد امتلاك صنعاء أسباب ومقومات تنفيذ تلك المتغيرات، وفرضها معادلة جديدة بما يخص الملاحة في البحار والمحيطات المحاذية لها، وبما يمكنها من كسر قواعد المواجهة السابقة.
لا يمكن المقارنة في ميزان القدرات العسكرية لكل من اليمن والولايات المتحدة إلا أنّ تمكن صنعاء من استغلال موقعها الجيوسياسي، وقدرتها على تطوير قوتها الدفاعية، خاصة الصاروخية منها والطيران المسير، مكنها من لعب دور محوري وأساس في عملية إسناد دول محور المقاومة للشعب الفلسطيني، ومقاومته في غزة، فاستطاعت الانتقال في مديات قوتها الصاروخية من 250 كم إلى أضعاف مضاعفة وبدقة أكبر بكثير، عبر امتلاكها سلسلة متنوعة من الصواريخ مثل “سجيل” و “طوفان”، إلى الإعلان الأخير، الذي أكده مسؤول أمريكي لصحيفة نيويورك تايمز، عن صاروخ فرط صوتي والتي تقدر سرعته ما بين ٥ إلى ٢٥ ضعف سرعة الصوت؛ حوالي ١ إلى ٥ أميال في الثانية، بما يمكنه من الوصول إلى أهداف إسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة في حدود 8 دقائق دون أن تستطيع الدفاعات الجوية التقليدية اعتراضه.