وقد وصل الدوري الكروي الممتاز إلى محطة توقف جديدة، تفرضها التصفيات المزدوجة للمونديال والنهائيات الآسيوية،لم يعد هناك الكثير من الحماسة والحرارة، باقتراب الفتوة من حسم اللقب لمصلحته، وابتعاد أقرب المنافسين عنه، وإغلاق دائرة الهبوط على نادي الحرية، وبقائها مشرعة على ناديين فقط يتصارعان للنجاة.
نستطيع القول إن الفتوة استحق اللقب،على الرغم من أن الأمور لم تحسم نهائياً على الورق، فالتعاقدات والاستقطابات لنخبة اللاعبين، وترميم الصفوف وسد الثغرات آتت أكلها، وأينعت فريقاً مكتمل الصفوف والأركان،على حساب بقية الأندية التي لم تمتلك تلك الإمكانات المالية الضخمة التي كان من شأنها أن يسيل لها لعاب كل اللاعبين وأبرزهم وأكثرهم نجومية.
صحيح أن بقية الأندية تعاقدت وأنفقت الكثير من الأموال وحاولت تدعيم صفوفها باللاعبين الأكفاء، لكنها بقيت عاجزة عن مجاراة نادي الفتوة وإدارته التي أنفقت بسخاء، وفي المحصلة العامة، ذهبت أموال تلك الأندية هدراً،إذ لم تقدم فرقها مايشفع لها من مستوى،ولم تحصد تلك النتائج التي تخولها منافسة الفتوة بشكل كبير، وظهرت جميعها بلا لون ولا رائحة ولا نكهة،باستثناء نادي أهلي حلب الذي استحق الاحترام والتقدير بمجموعته الشابة التي استطاعت التفوق على مخضرمي الأندية الأخرى ونجومها، وأنها مشروع مثمر لفريق واعد، سيكون له شأن كبير في المواسم الكروية القادمة، وبتكلفة مادية بسيطة جداً.
أهلي حلب،الوحيد الذي كانت حساباته صحيحة معتمداً على قواعده وشبانه الذين أحرز بهم بطولة دوري الشباب، وستكون لهم فائدة كبيرة على النادي، فهم سيخدمونه سنوات قادمة، كما ستكون لهم جدوى اقتصادية، بالتنازل عن بعضهم بعضاً الأندية التي ستدفع عشرات أو مئات الملايين،للظفر بخدماتهم.