مع اقتراب عيد المعلم الذي يصادف الخميس القادم لابدّ من القول بأن المعلمين لهم دوركبيرفي بناء الشخصية الوطنية، كون هذا البناء ينعكس على بناء الهوية التي تشكل الركيزة الأساس في الانتماء للوطن ،ولا نجد أقدرمن المعلم في تعزيزهذه الهوية التي تسهم في نقل القيم والمبادئ الوطنية والثقافة التاريخية والتراث للأجيال الجديدة، وتشجع على المشاركة الفعّالة في بناء المجتمع .
ولا نكون مغالين إذا ما قلنا :إن للمعلم دوراً كبيراً في بناء الحضارات، وتنشئة المجتمع تنشئة سليمة، لكن هذا الدورلا يعفي جهات أخرى من المساهمة في هذا الدورالهام والمفصلي .
ونحن نتحدث عن عيد المعلم ودورالمعلم في بناء الهوية الوطنية ،نعود بالذاكرة إلى الكلمة التي قالها سيد الوطن السيد الرئيس بشارالأسد في لقائه الذي جرى منذ عامين بمناسبة عيد المعلم واستقباله للمعلمين والموجهين والمدرسين وأساتذة الجامعات ، حيث لم يكن ما قاله خطاباً موجهاً للحضور ، بل هو كلمة ومنهج عمل يكمل ما كان السيد الرئيس قد بدأه في لقاءات سابقة رسم خلالها ملامح البناء الاجتماعي والثقافي والفكري وتحصين المجتمع وصونه من كلّ ما يمكن أن يكون ثغرة يريد العدو استغلالها ،بل كانت الخطوط العريضة والدقيقة لما يجب علينا فعله في بناء المجتمع.
واليوم تكتمل الرؤى وتترسخ ملامح البناء الاجتماعي الذي هو مسؤولية الجميع، بدءاً من الأسرة مروراً بالمدرسة والمؤسسات المعنية بذلك ، الجميع مسؤول ولا أحد خارج المسؤوليه .. صحيح أن الأسرة والمدرسة ركنان أساسيان بذلك ولكن يضاف إليهما ما في المجتمع من مؤسسات أهلية وغيرأهلية.
والسيد الرئيس خلال لقائه بكوكبة من المعلمين والمدرسين قد رسم ملامح الغد ووضع النقاط فوق الحروف خلال ذلك اللقاء ،لأننا نريد في مدارسنا بناء الطالب الذي يحلل ويعرف ويعي ما يجري، الطالب القادرعلى صون الوطن والهوية والانتماء والتجذر بهذا الوطن … نريد العلم المقترن بالوعي المعرفي الذي يبني الإنسان ويعززالقيم الأخلاقية ،فالعلم بلا قيم وأخلاق يعني الدمار والموت .
واليوم ونحن نستعد للاحتفال بعيد المعلم لا بدّ وأن يكون الجميع أمام مسؤولياتهم ليس لشهر أو سنة إنما لفعل مستمر يجب أن يتعزز باستمراروليس المعلم وحده أو الجهات التربوية والتعليمية المسؤولة فقط، إنما الجميع مجتمع محلي وأهلي ودولة بمؤسساتها كافة ،وذلك من خلال تسليط الضوء على أهم العوامل الأساسية التي تسهم في بناء الشخصية الوطنية لدى الطلاب الذين يعدون اللبنة الأساسية في الحفاظ على هوية وطنهم وتقدّمه وهذه باعتقادنا مسؤولية المعلمين الذين نشد على أيديهم ونقول لهم كلّ عام وأنتم بألف خير وأنتم تقومون بواجبكم على أكمل وجه .
اسماعيل جرادات