الثورة _ ميساء العجي :
بعد عودة الحياة إلى دوما في ريف دمشق وعودة الروح إلى شوارعها، كان لا بد من تهيئة البنية المادية للمدارس التي تعد اللبنة الأولى والأساسية لشعور التلاميذ بالراحة والأمان والرغبة في التعليم إلى جانب المناهج الدراسية والمعلمين، وطرق التدريس الحديثة التي تقوم بها الوزارة على أكمل وجه.
وكلنا يعرف الدور المحوري للمدرسة في تعلم الأطفال والأبناء والتأثير بشخصيتهم وتطويرها بما يخدم المجتمع وتقدمه وخاصة أننا بمثل هذا الوقت نحن بأمس الحاجة لذلك، ومن المفروض أن تكون مدارسنا آمنة ومتوفر فيها جميع الشروط الملائمة للطلاب، لذلك كان لبعض الأهالي من مدينة دوما دور في إعادة بناء وترميم عدد من المدارس.
المهندس خالد سلام من أهالي مدينة دوما تحدث لـ “الثورة” عن الجهود التي بذلها هو وأسرته من أجل النهوض بمدينة دوما وإعادة الحياة إلى شرايينها، فقد عمل وأسرته على ترميم عدد من المدارس فيها، موضحاً أن والده علي سلام-رحمه الله- كان قبل الأحداث يدعم العملية التعليمية بتقديم المازوت لجميع المدارس في دوما.
وبعد التحرير من قبل الجيش العربي السوري تقريباً عام ٢٠١٨، كانت مشاهد التخريب والدمار الذي خلفه الإرهابيون واضحة على المنطقة بأكملها وعلى مدارسها بالذات، وهذا بالتأكيد له تأثير سلبي على الأطفال وعقولهم ونفسياتهم دون أن ننسى المفاهيم والأفكار التخريبية والشيطانية التي زرعتها في عقولهم، فكان لا بد من العمل وإعادة مضامين التربية القائمة على الخلق الجيد وحب الوطن، وهذا لا يتحقق إلا عن طريق إعادة ترميم وصيانة منشآت القطاع العام وبشكل خاص المدارس من أجل تنفيذ العملية التعليمية والتربوية بشكل صحيح وسليم.
ويضيف المهندس سلام: لذلك تم التنسيق مع أفراد عائلتي والمجمع التربوي، ومديرية التربية وبإشراف مجلس المدينة، وباعتباري نائب رئيس مجلس المدينة كنت مشرفاً على أعمال الترميم والصيانة والتي بدأت بعد تحديد الأولويات بتوجيه من المجمع التربوي وموافقة مديرية التربية، ومتابعة مجلس المدينة، ومتابعتي بصفتي مندوباً عن العائلة وعن عائلة عبد الدايم.. وتمت صيانة وترميم العديد من المدارس والمنشآت العامة مثل (مدارس ثانوية البنات، ضرار ابن الأزور، سيف الدولة، دوما الرابعة، الهاشمية الريفية، الثانوية المهنية، أحمد حسين الدرة وغيرها).
وتابع: كذلك قمنا بترميم المجمع التربوي، مركز البريد والهاتف، المستوصف الصحي الغربي، الجزيرة الوسطية لشارع الكورنيش.
الصيانات الإسعافية
بدورها مدير المجمع التربوي في دوما نها النجار تقول: إنه منذ عام ٢٠١٨ اهتم المجتمع المحلي بموضوع المدارس وكانت في البداية الصيانات الإسعافية من خلال الشبابيك الأبواب، بعدها ترميم مدارس كاملة وتم ذلك بشكل رسمي وموافقات من وزارة التربية وتحت إشراف دائرة الأبنية المدرسية.
وأضافت: من المدارس التي أجريت لها صيانة كاملة: مدرسة أحمد حسين الدرة للإناث حلقة ثانية ومدرسة ضرار بن الأزور بنين حلقة ثانية والصحة المدرسية بمدرسة عبد الحكيم القصير وثانوية دوما بنات وهي عبارة عن كتلتين، والورشة الصناعية في الثانوية الصناعية المهنية بدوما والكتلة المتضررة إنشائياً في مدرسة سيف الدولة بنين، أيضاً مدرسة الهاشمية الريفية بنين حلقة أولى، وأخيراً تم ترميم مدرسة دوما الرابعة على نفقة المتبرعة نعمى عبد الدايم.
المياه للمدارس
تقول النجار: إن المجتمع المحلي ساهم بتأمين المياه للمدارس من أجل النظافة العامة للطلاب، وكان المتبرع نعمان عبد الدايم الذي قام عبر موافقات من وزارة التربية بحفر عشرة آبار وتمديدها لتغطية حاجات المدارس بشكل كامل.
وأوضحت أن المجتمع المحلي بدوما عمل على تأمين وسائل النقل سواء للأسئلة الامتحانية من الوزارة إلى دوما ونقل المصححين والمراقبين.
وأخيراً.. لفتت النجار إلى أن مبادرات المجتمع المحلي ساهمت بشكل كبير بالتخفيف من كثافة الطلاب بالقطاعات الصفية، فقد ازداد عدد المدارس ليصبح ٢٣ مدرسة تضم ٣٢٥٠٠ طالب وطالبة بمدينة دوما.