الثورة _ همسة زغيب:
يعد المسحراتي جزءاً مهماً من التراث الشعبي الموروث في شهر رمضان، فهو الذي يجوب الأزقة والشوارع في الشهر الفضيل من منتصف الليل حتى قبيل الفجر وسط سكون البيوت، حيث ينام الجميع. ولايزال إلى اليوم يمرّ حاملاً قنديلاً وكيساً صغيراً على خصره وبيده طبلة معلقة على رقبته ويقرع الطبل بالعصا فيصدر صوتاً عالياً في أنحاء الحي فيوقظ الناس لتناول وجبة السحور. وتعود مهنة المسحراتي إلى عصور الإسلام الأولى في شهر البركة والغفران، وكانت قديماً الحاجة ماسة لها لإيقاظ الناس للسحور والصلاة قبل بدء صيام النهار، وقد أبدع المسحرون في فنون الإنشاد الديني وفنون الأزجال والأناشيد، ومما يردده المسحّر بصوته المرتفع لإيقاظ النائمين “اصحى يا نايم، اصحى وحد الدايم، الشهر صايم والفجر قايم”، “قوموا لسحوركم إجا رمضان يزوركم”.المسحراتي شخص محبوب يفرح الناس بقدومه، يرتدي الملابس التراثية المُكوَّنة من السروال والقميص والصدرية، ويعتمر القبعة الخاصة على رأسه ويحمل في يده الطبلة والعصا ليقرع بها، وسلة من القش وظيفتها وضع ما يناله أثناء تجواله، أما الأطفال فيتحلقون حوله ويتبعونه في كثير من الأحيان، ولكل حي مسحر خاص به يتولى هذه المهمة يطوف بين الأحياء، كما أن لهذا التقليد أهمية كبيرة في حياة الناس في شهر رمضان، لأنه يشكل لقاءً اجتماعياً مميزاً يجمع الأسر والجيران، ويحظى المسحر بأطباق منوعة من الطعام من البيوت التي يوقظها وحلويات رمضان والعيد.
السابق