على حدي فشل إحراز نصر وهمي ومآزقه الداخلية يترنح نتنياهو، فلا هو قادر على ابتلاع غصات الهزيمة الموجعة رغم ضخامة الترسانة العسكرية ورغم التجويع والحصار وسياسة استنزاف مقومات الصمود ومضي 5 شهور ونصف الشهر من عدوان وحشي، لم يجن سوى الخيبة ولم يبتلع إلا أشواك تغير المعادلات الميدانية.
فالمقاومة صامدة لم يزحزح ثباتها وابل الهمجية، وليس أمام نتنياهو والحال الميداني متشح بالخسارة إلا التوجه نحو زجاج الرهانات الأخيرة والتلويح بالعدوان على رفح ورقته المتبقية في رزمة أوراق أحرقها ميدان غزة ، فهو أي نتنياهو مهزوم ومتخبط في آن معاً، ويظن أن العدوان على رفح قد يحفظ لكيانه ما تبقى من قطرات عنجهية أريقت بمهانة على رمال غزة، وتنقذ له ما يخشى على نفاده من رصيد سياسي يتبخر في ساحات المواجهة.
الحقيقة على الأرض ساطعة وأصعب من أن يخفيها نتنياهو بغربال التزييف وماكينة “الهاسبارا” المختصة بتضليل الرأي العالمي لا تفلح حالياً بتضليل شارعه الصهيوني، وما اعتراف “هآرتس” بتعقيد الواقع الميداني وإقرارها بأن المقاومة تلحق بجيش الاحتلال خسائر كبرى، ناهيك عن الصدمات وتبعاتها النفسية إلا دليل على ضخامة خسارة الاحتلال وعقم رهانات نتنياهو.
يدرك نتنياهو أن المغامرة قاسية، وتبعات المخاطرة بالدخول إلى رفح سيضاعف خزيه، ويثقل الأعباء على حكومته العنصرية التي ترمي جنود الكيان إلى محرقة اندحارهم، لكنه يكابر غطرسة.
نتنياهو في تلويحه بالعدوان على رفح المكتظة بالناجين حتى اللحظة من المذبحة الإسرائيلية المشهرة علناً يعول على إطالة أمد العدوان كورقة ضغط لدفع المقاومة الفلسطينية للتراجع عن مواقفها وتحرير أسرى كيانه المحتل من دون وقف العدوان والسماح بإدخال المساعدات.
سواء نفذ نتنياهو عدوانه على رفح أم تراجع خشية من ارتدادات سياسية وعواقب ميدانية، فإن ما كشفه العدوان على غزة من ازدواجية معايير ومراءاة غربية أثبت أن القيم الغربية الأخلاقية والإنسانية وحقوق المرأة وحق الطفولة تحتضر، وان ما تسمى إمبراطورية عظمى تتاجر بالشعارات الكاذبة في سوق نخاسة المصالح، وتفخخ الإنسانية بديناميت الحروب لضمان الهيمنة.
السابق