الثورة – عبير محمد:
لعل الحاضر ينبئ بالمستقبل فأغلب المؤشرات الحالية وارتباط حياة بعض المنتجين والمعلنين بالفيسبوك والتطبيقات المجانية أو المدفوعة حالياً، فمعظم المنصات الرقمية لن تبقى هكذا متاحة للجميع وفي متناول المستخدمين بلا مقابل.
منذ فترة وجيزة تعطل الفيسبوك لعدة دقائق، وبالتالي تعطل معه تطبيق الماسنجر، قامت الدنيا ولم تقعد بسبب هذا التوقف، أضف إلى ذلك الواتساب والتوتير وبعض التطبيقات الرقمية، وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على ارتباط هذه التطبيقات بالحياة اليومية لبعض الشعوب.
توقعات عالمية:
تزداد التوقعات على أن هذه التطبيقات ستتحول قريباً إلى تطبيقات مدفوعة حيث لن تبقى متاحة لكلّ الشعوب، مثلها مثل أي منتجات رقمية وعلى الناس الاشتراك ودفع مقابل شهري لاستخدامها.
وهنا يطرح السؤال نفسه من سيكون قادراً على دفع هذا الاشتراك، وهل ستطبق هذه الإجراءات على الدول التي لا تمتلك شعوبها لغاية الآن رفاهية الإنترنت السريع.
ربما على الدول الفقيرة والتي لا تنطوي ضمن المظلة الرأسمالية أن تخرج بنفسها من هذه المنظومة منذ الآن، وتتراجع ولو قليلاً لحماية شعوبها من الغطرسة الإمبريالية، فعالم الديجيتال سيصبح في القريب العاجل مرتعاً للدول الغنية التي تتحكم حالياً حتى بغذاء ودواء الشعوب ومستقبل الشعوب.
خطوة للوراء:
في عصور كثيرة تنكفئ بعض المجتمعات بشعوبها جانباً لأنهم لا يستطيعون مواكبة حالة التسارع غير المنطقي، فمثلاً كوريا الشمالية والصين وروسيا تنكفئ بنفسها بعيدة عن تكنولوجيا الغرب الذي يحول كل منتج إلى سلعة قابلة للتجارة.