الثورة- فردوس دياب:
يعتبر مسرح الطفل من الأمورالهامة والضرورية التي تساهم في بناء شخصية الطفل وتنمية مهاراته وقدراته وملكاته، كونه يعد من أهم الوسائل التربوية غير المباشرة للطفل والتي تؤثر فيه بشكل فاعل وكبير لأنها تحاكي خياله وطموحاته وأحلامه وعالمه الموازي.
عالم مواز
حول أهمية مسرح الطفل في تعزيز قدرات الطفل، التقينا مخرجة مسرح الطفل لميس محمد التي بينت في مستهل حديثها أهمية مسرح الطفل في لعب دور كبير في المساهمة في تطوير شخصيته وملكاته وإدراكه، على اعتبار أنه يوجد منبر لتساؤلاته ويخلق عالماً موازياً للعالم الناقص عنده.
وحتى يحقق مسرح الطفل أهدافه بالنسبة لعالم البريء، أكدت المخرجة المسرحية أنه يجب إخضاع أدوات المسرح للغة تناسب الطفل، كونه لا يمتلك المعلومة الحياتية والثقافية التي يمتلكها الكبار، لذلك يجب مخاطبة الطفل بما يحاكي خياله وأفكاره ومخزونه الفكري بشكل عام، أي يجب على أي عرض مسرحي للطفل أن يحقق هذه الشروط التي تخاطب عقله وتساؤلاته على أرض الواقع.
مخاطبة خياله
أكدت محمد على أهمية أن يكون الممثل في مسرح الطفل، هو طفل، حتى يستطيع إيصال الرسالة بالشكل الأمثل والأسرع للأطفال المتلقين، فعندما يكون الممثل طفلاً يمكن للطفل المتلقي أن يندمج بسرعة في العمل المسرحي ويستطيع أن يكتشف الفكرة والهدف المراد له من العمل المسرحي الذي يهدف في حقيقة الأمرإلى إكمال الجزء الناقص عند الطفل، ومحاولة مخاطبة خياله غير الموجود على أرض الواقع.
أسلوب تربية
وانطلاقًا مما سبق- تضيف المخرجة المسرحية- أن مسرح الطفل بأبعاده وأهدافه التربوية والاجتماعية، هو أسلوب تربية ناجع وهادف ولكن بشكل غير مباشر، لأن التربية المباشرة تكون من قبل الأهل والمدرسة حيث تكون المعلومة التي يتعلمها منهما جامدة وخشبية في كثير من الأحيان، على عكس المعلومة والفائدة التي يتعلمها من المسرح الذي يقوم بإيصالها له بأسلوب مشوق وأكثر حيوية وانسيابية وذلك عن طريق قصه قصيرة أو حتوتة تتجسد في عمل مسرحي، يكون الممثلون فيه أطفالاً يغنون ويرقصون على إيقاع معين يحاكي أهداف النص المسرحي وبما يؤدي في نهاية المطاف إلى إيصال رسالة وهدف القصة للطفل وبصورة غير مباشرة، بحيث يترك ذلك أثراً عميقاً في نفسه وذاكرته التعلمية التي تغير سلوكه وتوجه مشاعره وانفعالاته نحو الإيجابية الأسرية والاجتماعية.
وختمت المخرجة محمد اللقاء بلفت انتباه الأهل إلى أهمية وضرورة مسرح الطفل في تعزيز وتطوير قدرات ومهارات وإبداعات الأطفال، وخاصة الأطفال الخجولين والانطوائيين والذين ليس لديهم ثقة بأنفسهم، لأن حضورالطفل لمسرحية واحدة قد يعلمه ما لا يستطيع الأهل والمدرسة تعليمه إياه في أشهر وربما في سنوات.