د. جورج جبور:
مجلس الأمن الدولي يوافق مساء اليوم على قرار يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة خلال شهر رمضان المبارك، وقدمته 10 دول ويدعو إلى “وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة” خلال شهر رمضان فقط، وعلى أن “يؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار”.
ويؤكد القرار على الحاجة الملحة لزيادة المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة وإزالة جميع العوائق أمام تسليمها، وحصل القرار على تأييد 14 دولة، فيما امتنعت الولايات المتحدة الأمريكية عن التصويت.
وقبل التصويت على القرار عرقلت واشنطن والدول الأوروبية مبادرة روسية لإضافة عبارة “وقف إطلاق النار بشكل دائم” إلى نص القرار.
ولو حاولنا قراءة ما وراء سطور القرار وغياب الفيتو الأمريكي هذه المرة لوجدنا كلمة السر في انتخابات الرئاسة الأمريكية.
لقد ظل بايدن نائب الرئيس يقف خلف الرئيس اوباما لمدة ثماني سنوات ثم استوى رئيسا، لكنه عاد اليوم ليقف خلفه، كيف؟
القاسم المشترك بين الوقفتبن هو “انتخابات الرئاسة” وإن يكن مع فارق، ففي كانون أول 2016 وجه أوباما الى عدم استخدام حق النقض لدى التصويت على قرار بإزالة المستوطنات الاسرائيلية في الاراضي المحتلة بعد عدوان 1967، كان حزبه قد فشل في الانتخابات أمام ترامب، وباستنكافه عن التصويت ثأر لنفسه من عنجهية مارسها عليه نتنباهو آنذاك في الكونغرس.
صدر القرار 2334 وله آلية تنفيذ هي التقربر الفصلي الذي طالما طالبت الرابطة السورية للامم المتحدة بتدارسه عربيا والبناء عليه.
اتى بايدن ابليس حرب بعد 7 تشرين الأول، زار، ناقش، اجتمع الى صانعي عدوان، الى قتلة، أغرق ” اسرائيل” بالسلاح، والغزيين بالدم. يريد أن يفوز بدعم امريكا الصهيونية ثم اكتشف ان وراء الضعف مقدرة وان للحق لا للقوة الغلبة، أخذت الارض تميد تحت قدميه وهو الرئيس الذي درجت العادة ان يعاد انتخابه.
كتبت ما سبق في ابتهاج لحظة حق بصدور قرار عن مجلس الأمن يوقف إطلاق النار خلال رمضان، كانت عرقلته واشنطن مرارا، لم اقرأ التفاصيل بعد إلا أن عنوان كلامي اليوم وقد اخترته بعناية واضح: سدد بايدن دفعا يذهب بتدحرج استقالة نننباهو سريعا الى المرتجى.
بشذوذ واحد هو كارتر، امريكا لم تعد صهيونية وكفى، هي امريكا مؤتمر دوربان، هي امريكا جيمس زغبي وساندرز.
راى بايدن ان يقف خلف اوباما من جديد، وجه بالاستنكاف على قرار يدعو إلى وقف اطلاق النار في غزة، صدر القرار، لكن القرار بدا أيضا وكأنه دعوة الى استقالة نتنياهو.
عاد مجلس الأمن ليمارس عمله، استطاع ان يصدر قرارا متوافقا مع الميثاق.
بايدن لم يعترض بالفيتو هذه المرة، وكلمة السحر “انتخابات الرئاسة.
حزب البعث تنبه قبل كل قادة العرب، تنبه في عام 1944 قبل ولادته الرسمية الى أهمية الانتخابات الرئاسية الامريكية في مآل فلسطين، وها إن غزة تشرين الأول 2023 تختم بدمها كما يمكن القول ظنا الآن على أنها سيطرة الصهيونية المتطرفة على انتخابات الرئاسة الامر يكية.
* مساء الإثنين 25 اذار عيد البشارة لعام 2024.