الثورة – عبد الحميد غانم:
إثارة الفوضى الداخلية في روسيا مشروع قديم للغرب.. أو الفوضى”الخلاقة” بالمصطلح الأميركي الغربي، الأسلوب الذي تعتمده الولايات المتحدة في غزو الدول وتفتيتها من الداخل ، وهو الأمر الذي اعتمدته في سورية أيضاً من قبل، لكنه فشل، وكذلك يفشل أيضاً في روسيا.
لذلك ليس غريباً أن يأتي الهجوم الإرهابي على قاعة مدينة كروكوس بعد إنجازات كبيرة حققتها القيادة الروسية على كل الأصعدة .. هزيمة الأطلسي في أوكرانيا، ونجاح العملية العسكرية الروسية الخاصة في تحقيق أهدافها بعد عامين من بدايتها، وإفشال محاولات الغرب وأميركا في تطويق روسيا وحصارها اقتصادياً وأمنيا وسياسياً، ونجاح شعب روسيا في تخطي العقبات التي أثارها الغرب في طريق تنميته وتقدمه واختيار خياره المستقل لاسيما ما عبرت عنه الانتخابات الرئاسية واختيار الرئيس فلاديمير بوتين لقيادة المرحلة القادمة للبلاد.
كما يأتي هذا الهجوم الإرهابي بعد تهديدات غربية وأميركية، حين وعدت نائبة وزيرة الخارجية الأميركية السابقة فيكتوريا نولاند الحكومة الروسية بـ«مفاجآت» في تصريح فسره العديد من المحللين على أنه إشارة إلى بدء عمليات تخريبية على الأراضي الروسية، إضافة إلى ذلك، نصحت السفارة الأمريكية مؤخراً المواطنين الأمريكيين بتجنب التجمعات العامة في موسكو، مشيرة إلى تقارير عن مخاطر الإرهاب.
يريد الغرب وأوكرانيا جعل الروس يشعرون بعدم الأمان والبدء، وهم يسعون جاهدين للعودة إلى سيناريو مماثل لسيناريو التسعينيات والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين، عندما ضربت عدة هجمات إرهابية مدن روسية كبرى.
ومن خلال إيقاظ مثل هذه الصدمات والذكريات بين الروس، تأمل شبكات الاستخبارات الغربية أن تنجح في خلق أزمة الشرعية ضد حكومة البلاد. ويأمل أعداء روسيا في تشجيع تطور العنصرية والاستقطاب العرقي في المجتمع الروسي، في محاولة لدفع أغلبية السكان إلى معارضة المهاجرين من منطقة ما بعد الاتحاد السوفييتي.
إلا أن العكس هو ما يحدث على وجه التحديد، فكلما تزايدت الهجمات ضدهم، كلما زاد تأييد الشعب الروسي للحكومة ودعمه للعملية العسكرية الخاصة، لأنه يدرك أن هذه هي الطريقة الوحيدة لمكافحة الإرهاب.
وهذه الهجمات الإرهابية تأتي على خلفية تزايد التوغلات الأوكرانية عبر الحدود. وقام نظام كييف بقصف المدن الروسية المسالمة، مثل بيلغورود وكورسك، على الرغم من عدم وجود أهداف عسكرية في هذه المناطق.
علاوة على ذلك، حاول الإرهابيون الهروب عبر حدود بريانسك، وهي منطقة تحظى بحماية شديدة من قبل القوات الروسية، وتنتشر فيها حقول الألغام بشكل كبير. وحتى في التوغلات الأوكرانية الأخيرة على الحدود، لم تكن هناك أي محاولة لغزو بري أوكراني عبر بريانسك، مما يوضح مدى صعوبة عبور هذه المنطقة.
وفي محاولتهم الهروب، تلقى الإرهابيون بالتأكيد دعماً قوياً من أجهزة الاستخبارات الأوكرانية، التي كانت لديها بيانات دقيقة حول كيفية تجاوز الدفاعات الروسية والهروب من حقول الألغام، وهو ما يتناقض مع الفرضية الغربية القائلة بأن كييف لم تشارك في الهجوم.