هل سمعتم يوماً أن أحداً لا يحب الشعر أو يهواه أو يطرب لسماعه؟ لا نعتقد، وربما لا يكون من اهتمامات البعض، لكنه شئنا أم أبينا هو ديدن الحياة ونسغها، فمنذ الصغر وأيام الشباب تربينا على أشعار مازلنا نرددها في كل مناسبة أو مكان.
هذه الأيام من شهر آذار شهر الربيع والجمال تمر ذكرى اليوم العالمي للشعر، مناسبة يحق لنا الاحتفال بها والتغني بماض كبير صنعه شعراء سوريون ملؤوا الدنيا بحضورهم وأشعارهم كبدوي الجبل ونزار قباني وعمر أبو ريشة .. وغيرهم الكثير، فهؤلاء أكدوا مقولة أن الشعر صناعة لغوية للتعبير عن ذواتنا.. وبالفعل هم خير من عبّروا عن وطننا وواقعنا ومجتمعنا وذواتنا وحبنا وهيامنا..
والسؤال هنا كيف حال الشعر اليوم؟ هل مازلنا نشعر به كالسابق، أم أنه أصبح في غياهب النسيان وخصوصاً في وجود الكثير من المجموعات الشعرية التي تصدر من دون وجود لها أو حضور!
هل ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي بنشر الكثير مما يسمى (أشعار) فتساوى الجاهل والمتعلم والشاعر والشويعر؟ أليس الشعر عند العرب قديمًا كان يرفع من شأن قبيلة ويحط من قيمة أخرى؟.
أسئلة كثيرة تدور هنا وهناك عن حال الشعر الذي بات باهتاً، نرى ثمة استسهال في مايقدم، فقليل أن نسمع قصيدة نحفظها ونرددها كما عشرات القصائد السابقة التي مازالت في ذاكرتنا ووجداننا.
الاحتفال بهذا اليوم ضروري .. ولكن الأهم أن نلتفت إلى الشعر الحقيقي والواقعي، إلى أصحاب الموهبة الحقيقية الذين يحاولون تقديم الكثير وهم مدركون أن الطريق ليس مفروشاً بالورود.
هي دعوة للحفاظ على الشعر الذي نعشقه، فهو بشكل أو بآخر وعي المجتمع وثقافته، استمرار لنهج الثقافة وحماية الهوية وتقوية الانتماء.