الثورة – منذر عيد:
لطالما كان ضد الشرعية الدولية.. وبعيداً عن خضوع الكيان الإسرائيلي والتزامه بتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي، والتي كان آخرها القرار رقم 2728 القاضي بوقف فوري لإطلاق النار في غزة خلال شهر رمضان، فإن الشيء اللافت والمقلق في آن التصريحات التي صدرت عن مسؤولي الإدارة الأمريكية عقب الموافقة على القرار2728 والتي تؤكد بأنه غير ملزم، ما يشكل طعناً في شرعية قرارات المجلس، ويعد سابقة خطيرة تساهم في فتح الباب واسعا أمام الفوضى والتصرفات الأحادية في العلاقات الدولية، ما يؤدي بالنتيجة إلى تقويض وبشكل كامل للنظام العالمي القائم ومصداقية الأمم المتحدة.
كثرت التأويلات والتصريحات في إلزامية قرارات مجلس الأمن من عدمها، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر قال أمس “إن مشروع القانون لا يفرض أي التزامات إضافية على إسرائيل”، بخلاف العديد من آراء رجال القانون والدبلوماسيين وأصحاب الشأن، حيث أكد السفير الدكتور هيثم أبو سعيد الممثل الرئيسي الأعلى لمجلس الدولي لحقوق الإنسان إلى الأمم المتحدة في جنيف، في تصريح سابق لـ”الثورة” أن قرار مجلس الأمن رقم 2728 الذي طالب بوقف إطلاق النار في غزة خلال رمضان، قرار ملزم على المستوى السياسي والعسكري، وأنه في حال رفض الاحتلال الإسرائيلي الالتزام بمضمونه يمكن لأحد الدول العضو في مجلس الأمن التقدم بطلب بوضع القرار تحت البند السادس والسابع.
بعيداً عن التفسيرات يؤكد خبراء القانون الدولي أن ميثاق الأمم المتحدة واضح وجلي، حيث إن المادة 25 من الميثاق تجعل قرارات المجلس ملزمة لجميع الدول الأعضاء بالأمم المتحدة، وأن المادة 39 تمنحه سلطة تقديرية في تحديد وجود أي تهديد للسلم أو إخلال به أو عمل عدواني، واتخاذ التدابير المناسبة وفقا للمادتين 41 و42 لحفظ السلم والأمن الدوليين أو إعادتهما إلى نصابهما، الأمر الذي أكده فرحان حق، نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة، بقوله إن قرارات مجلس الأمن هي قانون دولي، “وبالتالي فهي ملزمة مثل القانون الدولي”.
الكيان الصهيوني الذي يسترشد بمواقف وتعليماته سيده الأميركي، التقط على ما يبدو عدم اكتراث الأخير بإلزامية قرار وقف إطلاق النار في غزة، فسار على ذات طريق ازدراء القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة والقرارات الأممية، وكثف من عدوانه وجرائمه وحرب الإبادة في القطاع، ليركز عقب القرار على إنهاء المنظومة الطبية في غزة، وإخراج المشافي من الخدمة، كونها تشكل العصب الأساس في بقاء الشعب الفلسطيني في أرضه، فهو يستخدم تدمير المنظومة الصحية وسيلة ضغط لإجبار السكان على الهجرة ومغادرة القطاع.