الثورة – تقرير نور جوخدار:
كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حاول إقناع ألمانيا والولايات المتحدة باتخاذ موقف “الغموض الاستراتيجي” تجاه موسكو في الصراع الأوكراني بهدف ترك كل الخيارات مطروحة بما فيها الخيار العسكري.
وقالت الصحيفة نقلا عن مسؤولين إن محاولة ماكرون باءت بالفشل بعدما عارضها كل من الرئيس الأميركي جو بايدن والمستشار الألماني أولاف شولتس مشيرة إلى إجراء ماكرون مكالمات هاتفية سرية مع كليهما في شباط الماضي لاتخاذ موقف استراتيجي تجاه روسيا في قمة باريس والتي كان معولا عليها لتغيير الإستراتيجية الغربية في الصراع الأوكراني.
وتابعت الصحيفة أن ماكرون أراد التوقف عن إعلان حدود التدخل الغربي وإبقاء الكرملين في حالة تخمين بدلاً من ذلك.
وأشارت إلى أن الفكرة المطروحة تمثل خروجا جذريا عن الموقف الذي اتخذته إدارة بايدن منذ بداية الصراع الأوكراني والذي يهدف إلى تجنب الأعمال التي يمكن أن تستفز موسكو وتؤدي إلى التصعيد.
وأبلغ مسؤولون الصحيفة أن بايدن شكك في الحاجة إلى تغيير الإستراتيجية وسط مخاوف من أنها قد تؤدي إلى تصعيد الصراع بينما عارضها شولتس باعتبار أنها تخاطر بتقسيم الحلفاء وجعل دول الناتو طرفا في الصراع أيضا.
وأوضحت الصحيفة أنه خلال قمة باريس فاجأ ماكرون الحلفاء بقوله إنه لا يمكن استبعاد أي خيار عسكري حتى نشر قوات من دول الناتو.
من جانبها، أكدت المندوبة الأميركية لدى “الناتو” جوليان سميث أن الولايات المتحدة ليس لديها خطط حتى الآن بشأن إمكانية نشر قوات غربية على الأراضي الأوكرانية وذلك تعليقا على حجج ماكرون بإرسال قوات إلى كييف.
وردا على سؤال حول مخاطر نشوب صراع عسكري بين روسيا و”الناتو” قالت سميث: “يتم بذل الكثير من الجهود لتعزيز دفاعاتنا وقدرتنا على الردع لكننا لا نعطي إشارة لأي أحد بأن الحرب قادمة”.
وأضافت ..ليس لدينا الآن أي مؤشرات أو تحذيرات بأن حربا روسية تلوح في الأفق على أراضي الناتو.
وكان الكرملين حذر مرارا وتكرارا من أن مقترح ماكرون سيؤدي حتما إلى صدام عسكري مباشر بين روسيا وحلف شمال الأطلسي.