الثورة- ناصر منذر:
يحتفل الفلسطينيون، والعالمان العربي والإسلامي اليوم الجمعة، بيوم القدس العالمي، تأكيداً للحقوق الفلسطينية المشروعة، في ظل تصاعد جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق المسجد الأقصى المبارك، والمقدسات الإسلامية والمسيحية، وفي ظل الاقتحامات اليومية التي ينفذها المستوطنون للمسجد، بهدف تكريس واقع الاحتلال، واستكمال تنفيذ مخططات التهويد، وتهجير الفلسطينيين من أرضهم وبيوتهم.
يتزامن إحياء يوم القدس العالمي، هذا العام، مع العدوان الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة المنكوب، والذي دخل شهره السابع على التوالي، مخلفاً عشرات آلاف الشهداء والجرحى، بدعم أميركي، وتواطؤ غربي، والذي يأتي ضمن محاولات الكيان الصهيوني لمحو الوجود الفلسطيني من كافة أرض فلسطين التاريخية، في سياق المخطط الصهيو-أميركي المعد للشعب الفلسطيني، وشعوب المنطقة ككل، وهو ما يعطي يوم القدس العالمي أهمية مضاعفة لاستنهاض الهمم، وتوحيد الصفوف العربية والإسلامية، لمواجهة مخططات الكيان الغاصب، ووضع حد لجرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها، والعمل في جبهة موحدة لدحر هذا المحتل، وإعادة الأرض، وكافة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
تمثل القدس المحتلة رمزاً تاريخياً، ولها مكانتها الروحية الفريدة على مستوى العالم ككل، ومنذ أن احتلها الكيان الصهيوني عام 1967، لم يدخر جهداً للسيطرة عليها وتغيير معالمها العربية الفلسطينية بهدف تهويدها، واستخدمت سلطات الاحتلال لأجل ذلك الكثير من الوسائل والأساليب الإجرامية والوحشية، واتخذت العديد من الإجراءات العدوانية ضد المدينة وسكانها، وكان الاستيطان أبرز الوسائل لتحقيق هدف العدو الصهيوني تجاه مدينة القدس المحتلة، فضلاً عن سياسة التغيير الديموغرافي الممنهجة عبر طرد سكانها الأصليين وسحب الهويات منهم، مروراً بسلسلة من الإجراءات العنصرية لتهويد المعالم الإسلامية في المدينة المقدسة، ومحيط المسجد الأقصى المبارك، وصولاً إلى إقامة الجدران العازلة لتقطيع أوصال المدينة وعزلها عن محيطها الجغرافي.
ومن هنا فإن أهمية يوم القدس العالمي، تنطلق من أنه يؤكد أن فلسطين قضية مركزية للأمة العربية والإسلامية، وقضية إنسانية عالمية، ويعبر أيضاً عن وحدة المسلمين والعرب وأحرار العالم، ويعطي قضية فلسطين بعداً أممياً، ما يعني أنه يوم استنهاض العالم لنصرة القدس والدفاع عن فلسطين، وهو يوم الرفض المطلق لوجود الكيان الصهيوني الغاصب وضرورة العمل على دحره وطرده، واسترجاع الحقوق لأصحابها الشرعيين، وهو مناسبة للتأكيد على أن القدس ستبقى عربية، وعاصمة فلسطين التاريخية، وأن الاحتلال زائل، وللتأكيد أيضاً على أن أفضل رد على الممارسات الصهيونية والمخططات الأميركية الرامية لاستهداف القدس وتصفية القضية الفلسطينية هو استمرار المقاومة من أجل الدفاع عن فلسطين كلها، وعن مدينتها المقدسة التي تتعرض لعملية تهويد شاملة عبر تهجير الفلسطينيين وهدم منازلهم واستبدالها بالبؤر الاستيطانية.