تتوالى الرسائل التي تحذر حلفاء “إسرائيل” من المضي في دعم قتلها للأبرياء في فلسطين، ويأتي طلب رئيس الوزراء الأسكتلندي من بريطانيا بوقف مبيعات الأسلحة لـ “إسرائيل” في سياق الرسائل الغربية لكبح تجاوزات الكيان التي لم يسبق لها مثيل.
“بريطانيا تخاطر بأن تصبح شريكاً في قتل المدنيين الأبرياء”، هذا ما قالته أسكتلندا في رسالة بعثتها إلى رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، لفتت فيها إلى رسالة مماثلة وجهها للحكومة في 23 شباط الماضي.
لندن يجب ألا تتجاهل مقتل موظفيها، وهي ليست بحاجة لتذكرها أسكتلندا برسالتها الجديدة التي أشارت فيها إلى مقتل عمال إغاثة في غزة بقصف جوي إسرائيلي، بينهم مواطنون بريطانيون، والحكومة البريطانية أشعلت الكثير من التساؤلات حول عدم اتخاذها أي خطوة تجاه بيع الأسلحة للكيان بعد الاستهداف المقصود لموظفين تحت راية العمل الإغاثي والإنساني.
بريطانيا فقط اكتفت بتصاريح لا ثمار من ورائها، وبدلاً من الضغط على أمريكا لإيقاف الدعم طالبت مكرهة عبر بيان خجول بالدعوة إلى إجراء تحقيق بما أسمته (مقتل الموظفين الأجانب في غزة)، ولكن أكثر من 190 من العاملين في المجال الإنساني كانوا ضحايا الاحتلال في غزة منذ بداية الحرب، ولا يبدو أنها ستكون هناك نهاية لشهوة القتل الصهيونية، وهذا ما يجب أن تعيه بريطانيا، ليس من أجل غزة فحسب بل من أجل موظفيها وموظفي الدول الغربية الذين يقتلون بدعمهم وقنابلهم.
ما يشجع “إسرائيل” على التمادي هو أنه لا يوجد مساءلة، وهناك مؤشرات وسلوكيات تدل على أن “إسرائيل” ضربت بعرض الحائط الاعتبار لمحكمة العدل الدولية والقرار الأخير لمجلس الأمن الدولي.
ورغم كل الأحداث والهجمات الإسرائيلية العدوانية على المدنيين والمستشفيات ومتطوعي الإغاثة، لم تقم الحكومة البريطانية بإلغاء تراخيص التصدير لشركات الصناعات الحربية الموجودة في المملكة المتحدة إلى “إسرائيل”.
تصرفات “إسرائيل” في نظر دول غربية عديدة، ومنها أسكتلندا تجاوزت كل الحدود، وهذا ما دفع أسكتلندا للقول “لقد طفح الكيل، يجب محاسبة الحكومة الإسرائيلية”.
نعم لقد طفح الكيل ويجب معاقبة “إسرائيل” ويجب أن يدرك الكيان ما قالته أسكتلندا: “مرة أخرى نطالب حكومة المملكة المتحدة بوقف مبيعات الأسلحة لإسرائيل على الفور.. ومن غير المقبول قتل العاملين في المجال الإنساني القائمين على تقديم مساعدات حيوية للفلسطينيين الذين يعانون الجوع والعنف بسبب الحكومة الإسرائيلية”.
وقالت أسكتلندا بشكل صريح” قد نضطر لإعلان “إسرائيل” دولة منتهكة للقانون الدولي”، ويبدو أن هذا الكلام وجد طريقه سريعاً لبريطانيا، وحدا برئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك ليبلغ نظيره الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن لندن قد تصبح مضطرة لإعلان “إسرائيل” دولة منتهكة للقانون الإنساني الدولي.
منهل إبراهيم