الثورة – فادية مجد:
منذ حلقاته الأولى استطاع مسلسل (أغمض عينيك) أن يجمع العائلة صغيرها قبل كبيرها لمشاهدته بحب وتعاطف كبير.
هذا المسلسل والذي تناول ولأول مرة في الدراما التلفزيونية السورية حالة طيف التوحد من خلال قصة الطفل جود ، وصراع والدته لأجله، والتي سجنت مدة أحد عشر عاماً نتيجة تورطها بقضية تصنيع مواد مخدرة.
وكما نحب جاءت نهاية المسلسل السعيدة بإظهار الحقيقة لابنها جود، وإلقاء القبض على المجرم الحقيقي ولو بعد زمن.
وكما قال البطل جود في نهاية المسلسل والذي جسد شخصيته في مرحلة الشباب (ورد عجيب) وأذهلنا بأدائه الرائع (إن تكون مختلفاً من أول لحظة بتولد فيها، بيكون عندك طريقان.. الطريق الأول أنك تتعرض للتنمر والسخرية ونتيجتها شخص ضعيف، أما الطريق الثاني فيكون حولك أناس يدعمونك ويحبونك حتى تكبر وتصير ناجحا..، مو شرط حتى تحب حدا تشوفه بعيونك، فينا نشوف بقلبنا ونحبهم).
كلام جود جاء كرسالة لمن يعاني من حالته، موجهة للمحيط والأسرة المحيطة بهكذا حالات خاصة تستوجب الاهتمام والفهم والاستيعاب وإغداق الحب عليها.
ورغم انتهاء المسلسل كما نحب ونتمنى، ولكننا لن ننسى دموع مؤنس وحنينه، والتي قام بأداء تلك الشخصية الإنسانية النبيلة الفنان المبدع عبد المنعم عمايري، ولن ننسى عاطفة الأمومة بأبهى صورها والتي أبدعت في أدائها النجمتان منى واصف وأمل عرفة، وتميز وإبداع (زيد بيروتي، ورد عجيب)، والوفاء والصدق والحب والذي لمسناه في شخصية سلام ويامن (حلا رجب، جابر جوخدار) والصديق المخلص، والذي يعيش على هواه كالطائر، كارهاً للقيود والذي قدمه بأداء جميل وخفيف الظل النجم المحبوب (أحمد الأحمد).
وفي الختام.. شكراً لمن كتب هذا العمل الإنساني الجميل وأخرجه ومثل فيه بكل حب.. شكراً لمن جعلنا نتسمر أمام الشاشة على مدى ثلاثين يومٱ بانتظار حلقاته، لدراما دخلت قلوبنا قبل عقولنا، وجعلتنا بطاقة إيجابية كبيرة بعيداً عن ضغوطات الحياة.