الثورة – أسماء الفريح:
أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان وجوب وقف جريمة التهجير القسري التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق السكان المدنيين في قطاع غزة، والعمل على تمكينهم من العودة فورا إلى بيوتهم وأماكن سكناهم وفقا لقواعد القانون الدولي التي تفرض على السلطة القائمة بالاحتلال القيام بذلك.
ودعا الأورومتوسطي المجتمع الدولي للضغط على “إسرائيل” للتوقف عن كل جرائمه في القطاع والالتزام بقوانين الحرب التي تحظر تحت أي مبرر استهداف المدنيين عمدا، وتعتبر تهجيرهم قسريا انتهاكا جسيما يصل إلى حد جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية.
وأدان الأورومتوسطي وفق ما أوردت وكالة معا اليوم استهداف قوات الاحتلال آلاف الفلسطينيين المهجرين قسرا لدى محاولتهم العودة إلى بيوتهم في مدينة غزة وشمالها، وعلى نحو مباشر بالقذائف المدفعية والرصاص الحي، ما أدى إلى وقوع العشرات من القتلى والجرحى، منهم نساء وأطفال، وإجبار البقية منهم على الرجوع إلى أماكن نزوحهم ومنعهم من العودة إلى مناطق سكناهم شمالي القطاع.
وشدد الأورومتوسطي على أن الجرائم الخطيرة التي تنفذها قوات الاحتلال وبخاصة جريمة التهجير القسري، تهدف إلى تدمير حياة الفلسطينيين في القطاع وتندرج جميعها ضمن إطار جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها “إسرائيل” منذ أكثر من ستة أشهر.
وأشار إلى أن القوات الإسرائيلية قتلت خمسة فلسطينيين على الأقل، بينهم امرأة وطفلة، وأصابت العشرات بجروح، فيما لايزال آخرون في عداد المفقودين أثناء محاولة آلاف النازحين في وسط وجنوب القطاع العودة إلى مناطق سكنهم على طريق “شارع الرشيد” الساحلي عبر طريق جسر وادي غزة.
ووثق المرصد شهادات متطابقة بشأن إطلاق القوات الإسرائيلية قذائف مدفعية ورشاشات من الزوارق البحرية والرصاص الحي عبر طائرات مسيرة، فضلاً عن القنابل المسيلة للدموع على نحو مباشر ومتعمد تجاه آلاف المدنيين لدى محاولتهم العودة.
وتحدث محمد حبيب لفريق الأورومتوسطي عن محاولته رفقة ابن عمه نعيم إسماعيل حبيب العودة إلى منازلهم في مدينة غزة عبر شارع “الرشيد” إلا أن قوات الاحتلال المتمركزة قرب منطقة “منتجع البيدر” استهدفتهما بشكل مباشر مع مئات آخرين من النازحين بإطلاق نار كثيف.
وأوضح حبيب أنه نجا بأعجوبة من الاستهداف الإسرائيلي بينما قتل ابن عمه جراء إصابته بعيارين ناريين في الرأس والخاصرة جراء إطلاق الرصاص عليهما من مسيرة كواد كابتر، كما شاهد نحو 10 آخرين على الأقل أصيبوا في المنطقة ذاتها بشكل متزامن.
بدوره، أفاد حسن أبو معروف”55 عاماً بأنه وصل منطقة الميناء الجديد في شارع “الرشيد”، محاولاً مع مئات آخرين العودة إلى مناطق الشمال، غير أنه تم استهدافه بإطلاق نار مباشر، ما أدى إلى إصابته بقدميه، لافتاً إلى أنه ظل ينزف لمدة طويلة قبل أن يتم انتشاله بسيارة إسعاف بصعوبة بالغة بفعل تواصل إطلاق النار من قوات الاحتلال في محيط المنطقة.
كما رصد فريق الأورومتوسطي ازدحام الطريق الساحلي في مناطق وسط قطاع غزة بشاحنات وحافلات ومركبات مختلفة الأحجام وعربات تجرها دواب تحمل الآلاف من النازحين قسرا، في محاولة للعودة إلى مناطق سكناهم في مدينة غزة وشمالها قبل أن تمنعهم القوات الإسرائيلية من ذلك.
وقال خالد سعد (31 عاماً) وهو نازح من مخيم جباليا للاجئين شمالي القطاع: “سمعنا أخباراً عن عودة الناس إلى شمال غزة، ووجدنا الآلاف، لكن عندما وصلنا أطلقت الطائرات نيرانها علينا، وهناك شبان ونساء أصيبوا وكان يوجد عدد كبير من المصابين لا يعرف مصيرهم”.
ويقدر إجمالي عدد النازحين قسرا في قطاع غزة بنحو مليوني شخص، وقد نزح الكثير منهم عدة مرات، مع اضطرار العائلات إلى النزوح مرارا وتكرارا بحثاً عن الأمان فيما يلجأ بعضهم إلى العيش في العراء وعلى الأرض حيث تتدفق مياه الصرف الصحي.
وشدد الأورومتوسطي أنه على الأطراف الدولية التي تعلن صراحة معارضتها لأي شكل من أشكال التهجير القسري مسؤولية التصدي لخطط “إسرائيل” الرامية إلى تحويل التهجير القسري إلى أمر واقع بما ينطوي عليه ذلك من مستوى متزايد من الاستمرار بالتجريد من الإنسانية وسلب الحقوق، وتدمير حياة الفلسطينيين في قطاع غزة.
وجدد التأكيد على أنه ينبغي إنهاء معاناة المهجرين قسراً وضمان عودتهم فوراً إلى مناطق سكناهم في ظل ما يعانوه من أوضاع إنسانية كارثية وبالغة التعقيد، منبهاً إلى أن استمرار “إسرائيل” بالتصرف مع الإفلات من العقاب ودون عواقب يفرغ القانون الدولي من مضمونه وأهدافه، ويقوض ما تبقى من مصداقية النظام المكلف بإنفاذه.
وكان خمسة فلسطينيين بينهم امرأة استشهدوا أمس جراء استهداف مدفعية الاحتلال النازحين على شارع الرشيد أثناء محاولتهم العودة إلى شمال قطاع غزة فيما استشهدت طفلة وأصيب عدد من النازحين برصاص الاحتلال اليوم خلال محاولتهم العودة إلى منازلهم في مدينة غزة ومحافظة الشمال عبر جسر وادي غزة عند شارع الرشيد.