قد يكون التاريخ ملهماً ولكن!!

الملحق الثقافي- حسين صقر:
من لم يمتلك ماضياً لاحاضر له، مقولة قد يكون مبالغاً فيها، وقد يصيب من يقولها، حيث لكل قاعدة شواذ، لأن الأحكام تتغير كما نعلم بتغير الظروف والمواقف، ومن يقولون: إنها مقولة مبالغ فيها يرون بأن الماضي اندثر وأخذ معه الذكريات والعبر، وأصبح مجرد أسماء وصور، وأخذوا معهم الانتصارات والهزائم والفتوحات والأفراح والأحزان وكل ما هنالك.
أما رافضو تلك الفكرة، فيقولون: حتى وإن اندثر الماضي، فأناسه حاضرون بيننا نستلهم منهم البطولات والحكم ونضيف إلى تاريخنا الراهن من قصصهم وحكاياتهم مواعظ جديدة تفيدنا في حياتنا.
الرافضون لفكرة التعلق بالماضي، وأن الإنسان ابن يومه، يؤيدون، ليس الفتى من قال أبي إنما الفتى من قال أنا، و لاتقل أصلي وفصلي عربي إنما أصل الفتى ما قد حصل، وماذا حقق هذا الشخص أو هذا المجتمع اليوم، فكثير من الآباء والأجداد بنوا، وجاء أبناؤهم فهدموا، والعكس أيضاً صحيح، حيث كان الكثير من الآباء فقراء جاهلون، جاء أبناؤهم وبنوا الأمجاد وشكلوا الثروات المادية والمعنوية.
اليوم نرى ونسمع ونشاهد الكثير من القصص والروايات التي يستعيدها الكتاب والمبدعون ليعيدوا إنتاجها ووضعها بين أيدي الأجيال، متناسين أن الكثير من تلك القصص، مع أنها تتحدث عن البطولات والفتوحات، لكنها تتحدث عن الحروب والقتل وبقر البطون وقطع الرؤوس والضرب بالمنجنيق والقوس وكل الأدوات التي يستطيع الإنسان أن يقتل فيها، فما الفائدة من رواية تتحدث عن حادثة معينة واليوم لايستطيع الشخص تأمين قوت يومه.
لن يكون التاريخ ملهماً دائماً، ما خلا الحديث عن تحقيق إنجاز من العدم، ورغم قساوة الظروف، والحديث عنه وعن قيمه والأخلاق التي أدت بالوصول إليه، لكن عبر المؤامرات والفتن، ما الفائدة من إحيائه واسترجاعه.
لن يكون التاريخ ملهماً، إلا إذا كان مليئاً بالفخر والعزة، عندها فقط نستلهم منه الأمجاد، لكن ودون الإتيان على ذكر أي عمل، هناك كثير من القصص التي يندى لها الجبين، ولا داعي لذكرها أو التذكير فيها، فالتاريخ مليء بشتى أنواع القصص والروايات، وكما كان فيه قتل وجرائم ومكائد، فيه الكثير من القصص والحكايات عن المروءة والكرم وإغاثة الملهوف وحماية اللاجئ والمستغيث، ودعمه نفسياً ومعنوياً، ولإظهار تلك المروءة لابد من تسليط الضوء على الأسباب التي أدت بالمستغيث اللجوء حتى يظهر اللون الأبيض من السواد، لكن أن يكون اللون الأسود هو المادة الرئيسية فذلك إجحاف بحق التاريخ وأشخاصه.
يقولون: إن التاريخ يكتبه المنتصر، ويعيد صياغته ويحييه الفائز، وهذا يعني أنه يخضع لسياسة وأيديولوجية معينة، الهدف منها إيصال رسائل قد تكون مشفرة حيناً وواضحة في أحيان أخرى.
كثيرة هي القصص والحكايات التي أعيد إنتاجها وتم تعويمها، لم يكن الهدف منها سياسياً بقدر ما كان الهدف مادياً وربحياً، ولهذا تختلط المفاهيم حيناً وتضيع الأهداف حيناً آخر، والتاريخ يبقى جزءاً لايتجزأ من الحاضر، ولكن السيئ منه لا ضرورة له، بينما استحضار الصفحات البيضاء نحن بحاجة ماسة لها.
                         

العدد 1185 –16-4-2024       

آخر الأخبار
المركزي يصدر دليل القوانين والأنظمة النافذة للربع الثالث 2024 تحديد مواعيد تسجيل المستجدين في التعليم المفتوح على طاولة مجلس "ريف دمشق".. إعفاء أصحاب المهن الفكرية من الرسوم والضرائب "التسليف الشعبي" لمتعامليه: فعّلنا خدمة تسديد الفواتير والرسوم قواتنا المسلحة تواصل تصديها لهجوم إرهابي في ريفي حلب وإدلب وتكبد الإرهابيين خسائر فادحة بالعتاد والأ... تأهيل خمسة آبار في درعا بمشروع الحزام الأخضر "المركزي": تكاليف الاستيراد أبرز مسببات ارتفاع التضخم "أكساد" تناقش سبل التعاون مع تونس 10 مليارات ليرة مبيعات منشأة دواجن القنيطرة خلال 9 أشهر دورة لكوادر المجالس المحلية بطرطوس للارتقاء بعملها تركيب عبارات على الطرق المتقاطعة مع مصارف الري بطرطوس "ميدل ايست منتيور": سياسات واشنطن المتهورة نشرت الدمار في العالم انهيار الخلايا الكهربائية المغذية لبلدات أم المياذن ونصيب والنعيمة بدرعا الوزير قطان: تعاون وتبادل الخبرات مع وزراء المياه إشكاليات وعقد القانون تعيق عمل الشركات.. في حوار التجارة الداخلية بدمشق بمشاركة سورية.. انطلاق فعاليات المؤتمر الوزاري الرابع حول المرأة والأمن والسلم في جامعة الدول العربي... موضوع “تدقيق العقود والتصديق عليها” بين أخذ ورد في مجلس الوزراء.. الدكتور الجلالي: معالجة جذر إشكالي... بري: أحبطنا مفاعيل العدوان الإسرائيلي ونطوي لحظة تاريخية هي الأخطر على لبنان عناوين الصحف العالمية 27/11/2024 قانون يُجيز تعيين الخريجين الجامعيين الأوائل في وزارة التربية (مدرسين أو معلمي صف) دون مسابقة