نبدأ مع القول الشهير العلم يبني بيوتاً لا عماد لها والجهل يهدم بيوت العز والكرم، فإذا دققنا بهذه الكلمات النيرة، وجدنا أن الحياة لا تتكشف مكنوناتها ومعالمها وجغرافيتها وكنوزها إلا بالتقصي والاستكشاف وهذا لا يكون إلا بالعلم والتعلم والمعرفة لدقائق الأمور.
فالمتعلمون لا همّ لهم إلا الغوص في أعماق الاختراعات وتوثيقها لتكون مرجعاً لكل زمان ومكان، ومبدؤهم أن التجربة هي أكبر برهان، وبالعلم ونظرياته نصل إلى هدفنا وإلى الحقيقة الدامغة التي لاشك فيها.
وهنا لابد من التحدث عن الشيء الذي يجعل مسيرة العلم تتطور وتتجدد وتستمر ألا وهي الاهتمام بالجيل الجديد الصاعد والانتباه للنوابغ والعباقرة والمتميزين والاستفادة من أفكارهم وتجاربهم وفسح المجال لهم واسعاً ليبوحوا بما يكنونه في صدورهم، وما أكثر هؤلاء الناشئة، وإقامة المعارض الخاصة التي تشجعهم وتقديم ما يلزم لإنجاحها ليطلع الناس على ابتكاراتهم.
لذلك من المهم جداً أن نفسح المجال للجيل الجديد بأن يختار ما يريد من دراسة أو أي مجال علمي يختاره وعدم فرض أي اختصاص لا يرغبه، فبذلك نكون قد وضعنا الأمور في نصابها فعندما يختار المتعلم من الجيل الجديد ما يحبه من اختصاص نراه يبدع ويخترع ويغوص في أعماق الاختصاص ونجده يواكب حركة التطور العلمي المطلوب.
وهذا هو بيت القصيد أن نضيف بهذا الجيل المتعلم والمفكر بمستقبله ونشجعه دائماً وندعمه مادياً ومعنوياً ليضيف أشياء جديدة في أي مجال علمي يعمل فيه، وهنا نستطيع أن نقول إن البحث العلمي هو المعيار لكل أمة تبحث عن مستقبل زاهر ينفعها عبر الزمن ويستفيد من علمها الناس جميعاً.
وختام القول العلم يبني بيوتاً العماد لها والجهل يهدم بيوت العز والكرم، والعلم يطلب أينما وجد وخاصة في الجامعات ومراكز البحث العلمي ووسائل التواصل، وهنا تأتي أهمية استشارة الخبراء والعلماء أينما حلوا وأينما ارتحلوا، فالحضارات التي أشيدت وبنيت أساسها العلم والتجربة والبرهان وإذا بحثنا في جديد الاكتشافات والابتكارات نجد بأن هناك علماء عباقرة أفذاذا واصلوا الليل بالنهار ليطوروا شيئاً جديداً وينفعوا بلدانهم ومجتمعاتهم.
جمال الشيخ بكري