من جديد، واستمراراً لانحيازها الأعمى لصالح كيان الاحتلال الإسرائيلي وممارساتها في تقويض أسس العمل الدولي الجماعي، استخدمت الولايات المتحدة الأميركية ” الفيتو” ضد مشروع قرار تقدّمت به الجزائرالشقيقة أمام مجلس الأمن لمنح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.
يمثل ( الفيتو) الأميركي الجديد عملاً إضافياً في سجل الولايات المتحدة، ليس من أجل إعاقة دور مجلس الأمن في تحمل مسؤوليته التاريخية في دعم حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة وإحلال السلام والاستقرار في ربوع العالم وحل مشكلاته وصراعاته فحسب، وإنما في منع حصول فلسطين على العضوية الكاملة في هذه المنظمة الدولية، والانتقال من كونها عضواً مراقباً لا يملك حق التصويت واكتساب العضوية في أجهزة الأمم المتحدة ومنظماتها، التي من شأنها منحها الحق الكامل في الدفاع عن حقوقها وسيادتها بشكل أقوى وأكثر تأثيراً، لاسيما في أهم جهاز للأمم المتحدة وهو مجلس الأمن الدولي الذي تعطل تنفيذ قراراته بشأن القضية الفلسطينية طيلة عقود من الزمن.
كما يعد (الفيتو) وصمة عار أخرى تضاف إلى سجل الولايات المتحدة المخزي، ودليلاً على نفاقها السياسي ليس فقط عبر تعاملها الانتقائي مع تنفيذ قرارات مجلس الأمن التي تؤكد جميعها على ضرورة تلبية الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، بل على تبجحها بالدعوة إلى إحلال السلام في الوقت الذي تواصل فيه دعم كيان الاحتلال بالسلاح والمال ومنع أي قرار دولي يدين عدوانه وجرائمه وحرب الإبادة التي يشنها على قطاع غزة منذ سبعة أشهر، ويضع المعوقات في وجه أي حل لوقف العدوان، في الوقت الذي تشجّع فيه الإدارة الأميركية كيان الاحتلال و تعطيه الضوء الأخضر لاستمرار حرب الإبادة الإسرائيلية ضد شعبنا الفلسطيني.
فقد أقرّ مجلس النواب الأميركي بأكثرية كبيرة قراراً بتقديم مساعدات للكيان الغاصب ب 24,6 مليار دولار مكافأة له على حرب الإبادة الجماعية ضد أهلنا في غزة، بما يؤكد أن الادارة الاميركية شريك فعلي في حرب الإبادة الجماعية هذه، وبما يبرّر رفع شكاوى ضد حكام واشنطن أـمام القضاء الدولي ، مثل الشكاوي التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد الكيان الصهيوني أمام محكمة العدل الدولية.
إن الفيتو الأميركي غير نزيه وغير أخلاقي وغير مبرَّر، ويتحدى إرادة المجتمع الدولي الذي يؤيد بقوة حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة وفق ما أظهره تصويت غالبية الدول الأعضاء لصالح القرار.. ولن يسهم إلا في إطالة أمد حالة عدم الأمن والاستقرار في المنطقة الناجمة أصلاً عن استمرارالكيان الإسرائيلي في احتلاله للأراضي العربية.