عندما تعلن إنذارات الخطر التي تنبىء بتهديد واقعي لثقافتنا، وتحذر من غزو ثقافي، بات قاب قوسين أو أدنى من اقتحام حرمنا الثقافي سواء في ما يطرح من مصطلحات أو ما يتم تداوله بين ذاك الجيل الذي ينشأ في ظل فضاءات مفتوحة على عالم يتصارع على القوة العظمى وعلى الهيمنة الفكرية والثقافية والمعرفية لصهر العالم في بوتقة العولمة، عندما نقارب هذه المرحلة الفارقة، لابد من خطوات حاسمة وإجراءات توعوية تشكل صمام أمان نكرس من خلالها هويتنا الثقافية لتقف في مواجهة الغزو الثقافي ومشاريع الهيمنة وذاك التضليل الإعلامي الذي يحاول النيل من وحدتنا الوطنية والثقافية ويزلزل شعور الانتماء لدى أبناء جلدتنا وخصوصاً الشباب منهم، وهم من نعول عليهم في بناء مستقبل البلاد وازدهاره.
ولأن طريق الألف ميل يبدأ بخطوة، بادر اتحاد الكتاب في سورية إلى تأسيس اتحاد كتاب المشرق العربي الذي ضم الدول المجاورة من أبناء جلدتنا، العراق، الأردن، لبنان، فلسطين، وبالطبع سورية، ليشكلوا جميعاً قوة ثقافية مقاومة تحصن هويتنا وتراثنا، وتدعم القضية الأولى قضية فلسطين، ولتعلن على الملأ أن الثقافة هي القوة الحقيقية التي تضاهي الرصاصة في المقاومة والدفاع عن جذورنا ولغتنا وحضارتنا، والوعي هو السلاح الأمضى لمواجهة أشكال الغزو والاحتلال والطغيان.
خطوة مباركة نرجو أن يتبعها خطوات ومشاريع كثيرة لتزهر بلادنا بالأمن والسلام، وينعم أبناؤنا بثقافتهم الأصيلة وعراقة حضارتهم وتراثهم ولسان الضاد يجمعهم على القيم وشيم العروبة والأصالة والانتماء.

السابق
التالي