الثورة – آنا عزيز الخضر:
لعل أخطر الأفكار التي تتربص بالمجتمع وسلامته، تلك المتطرفة التي تقصي الآخر، وتحاول إلغاءه، وما يتبع ذلك من سلوكيات ﻻشك تبعد جميع الأطراف عن الفطرة الإنسانية وخصائصها وأخلاقياتها، التي تسمو بالإنسان، وتحافظ على مكانته الراقية، وبما أن المسرح يحمل على عاتقه رسائله الفكرية والثقافية ﻻبد من تناوله هكذا مهام تحارب هذه الظلامية.. وقد بلور أهمية هذه الرسائل العرض المسرحي “ناد للضحك” من تأليف الكاتب عمار جابر نعمة وإخراج مهند زيداني.
وركز النص على فكرة التحول الفكري والنفسي من الإنسانية والاعتدال نحو الوحشية ومفهوم التطرف.
حول العرض تحدث المخرج مهند زيداني قائلاً: ﻻشك أن داخل كل إنسان يحمل خيراً وشراً، وهما في صراع دائم، والفكرة أن بعض الناس بعقولهم وأفكارهم المتحجرة يحاولون تغيير المفاهيم والرؤى لدى الآخرين.
والشخصية الرئيسة في العمل شخص مشغول بأفكاره وصوفيته في الحياة، فجأة يظهر له شخص أمامه، يحمل أفكاراً مغايرة تماماً لأفكاره، ويبدأ الصراع بينهما، ويجره للقيام بأفعال بعيدة عن الإنسانية حتى ينتصر عليه في النهاية، العرض يحمل الكثير من المضامين، لذلك هو يحتمل الكثير من التأويلات، ولكن الواضح منه هو الصراع الداخلي لكل إنسان بين الخير والشر، وانتصار أحدهما على الآخر، ويهدف العمل في النهاية إلى ضرورة التمسك بمعايير وضوابط إنسانية، دون أن ننسى أن العمل يلفت النظر إلى ضرورة أن يغني الإنسان ثقافته ومعارفه، ويحصن نفسه بالمعرفة، حتى يكون قادراً على مجابهة المفاهيم الظلامية، التي تعود بالإنسان إلى بدائيته وهمجيته الأولى.